الأخبار

الثورة.. وعودة صلاح الدين!

By سيف الهاجري

November 26, 2018

(لقد جئنا لإعادة مجد الملك ريتشارد قلب الأسد في حملته الصليبية)

الجنرال البريطاني اللنبي عند احتلاله القدس عام 1917م

(لقد عدنا إلى الشرق أيها السيد السلطان صلاح الدين)

الجنرال الفرنسي غورو عند احتلاله دمشق عام 1920م

(لا نستطيع أن ندع تركيا مستقلة لتكون نواة للمسلمين مرة أخرى)

اللورد كرزون وزير خارجية بريطانيا 1921م

لم ينس جنرالات الحملة البريطانية الفرنسية الصليبية الأخيرة بعد ثمانية قرون من الحملة الصليبية الثالثة التي قادها الملك البريطاني ريتشارد قلب الأسد والملك الفرنسي فيليب الثاني أغسطس انتصار السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي على الحملات الصليبية في ملحمة تاريخية بين الشرق المسلم والغرب المسيحي إلى يومنا هذا…

ففي ديسمبر من عام 1915م في لندن بدأت المباحثات السرية بين سايكس البريطاني وبيكو الفرنسي لتقسيم تركة الخلافة العثمانية الإسلامية بعد سقوطها…

ومن أعجب ما دار بين سايكس وبيكو كما في محاضر المفاوضات ليس طريقة التقسيم نفسها وإنما عندما طالب بيكو الفرنسي ببلاد الشام كلها.

قائلا: إنها حق تاريخي لفرنسا منذ الحروب الصليبية الأولى.

فرد سايكس: هل تذكر من الذي انتصر في الحروب الصليبية؟ ملمحا إلى انتصار صلاح الدين على الصليبين وتحريره للقدس…

أدرك بيكو الفرنسي مغزى السؤال فرد قائلا:

نعم ولكن العرب ليس فيهم اليوم أمثال صلاح الدين!! “برنامج خطوط على الرمال لقناة الجزيرة”

فكان ما كان من الاحتلال والتقسيم في ظل غياب من هو مثل صلاح الدين وعبدالحميد…

واليوم بعد قرن من هذا المشهد المؤلم، والذي لم يمر على الأمة مثله منذ تقاسم القوى الصليبية الخلافة بخطوط على الرمال وأقلام على أوراق،

تأتي الثورة العربية والتحرر التركي ليعيدا الملحمة التاريخية جذعة كما كانت…

فمنذ سقوط الخلافة والأمة تمني نفسها بعودة صلاح الدين في تعبير عما تدركه في وجدانها من حقيقة هذا الاحتلال الذي تواجهة من الحملة الصليبية الأخيرة كما وصفها توماس لويل…

إن روح الناصر صلاح الدين عادت مع قيام الثورة العربية وروح الخليفة عبدالحميد الثاني عادت مع نهضة تركيا وتحررها…

إن أهم ما تحتاجه الثورة العربية والتحرر التركي عند أخذهم بالأسباب هو استراتيجية صلاح الدين في توحيد الصفوف وبنائها، وإلى سياسة عبدالحميد الثاني في مواجهة القوى الكبرى سياسيا ودبلوماسيا بالجامعة الإسلامية…

إلى حين الوصول إلى مرحلة تكون الأمة فيها بوحدتها وبدينها سياسيا وثوريا قادرة على مواجهة الاحتلال الصليبي والاستبداد الوظيفي…

حينها سيدرك أحفاد جنرالات الحملة الصليبية اللنبي البريطاني وغورو الفرنسي واللورد البريطاني كرزون بأن صلاح الدين وعبدالحميد قد عادا …

وهذا لن يكون إلا بتجديد قوى الثورة وقادتها بيعتهم مع الله ليكونوا من أخلص أوليائه كما كان صلاح الدين من قبل…

(الحمد لله الذي أنجز لعباده الصالحين وعد الاستخلاف…وخص الديوان العزيز بالخلافة ومكن دينه المرتضى…وذخر هذا الفتح الاسنى والنصر الاهنى للعصر الامامي النبوي الناصري علي يد الخادم أخلص أوليائه) من رسالة الناصر صلاح الدين للخليفة العباسي الناصر لدين الله مبشرا بفتح القدس عام 583هـ “الروضتين في أخبار الدولتين”

 

{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}