الرئيس الروسي بوتين

الأخبار

الجارديان: بوتين فقد صبره

By حسن الأثري

February 24, 2022

نشرت صحيفة الجارديان تقريرا لمراسل الصحيفة السابق في موسكو، جوناثان ستيل، بعنوان “إن فهم رواية بوتين عن أوكرانيا هو المفتاح الرئيسي لهذه الأزمة”.

ويرى الكاتب أن عددا متزايدا من السياسيين والمحللين الإعلاميين يزعم أن “بوتين قد يكون غير مستقر عقليا، أو أنه معزول في فقاعة من الرجال المؤيدين الذين لا يحذرونه من المخاطر المقبلة. يقول العديد من المعلقين إنه يحاول استعادة الاتحاد السوفيتي أو إعادة إنشاء مجال نفوذ روسي على حدود بلاده، وإن اقتحام شرق أوكرانيا هذا الأسبوع هو الخطوة الأولى نحو هجوم شامل على كييف للإطاحة بحكومتها وحتى التحرك، ضد دول البلطيق. ولا شيء من هذه التأكيدات صحيح بالضرورة”.

ويعتبر أن “الرئيس الروسي رجل عقلاني له تحليله الخاص للتاريخ الأوروبي الحديث. كشيوعي سابق، إن إلقاء اللوم على لينين لإفساح المجال للقومية المحلية في صياغة الدستور السوفيتي أمر ملحوظ. وبالمثل، فإن انتقاده للطريقة التي دمرت بها النخب القومية الاتحاد السوفيتي في سنواته الأخيرة حاد”.

ويضيف:”هل يريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء؟ كثيرا ما يستشهد الناس ببيانه ‘كان زوال الاتحاد السوفيتي أعظم كارثة جيوسياسية في القرن’. لكن تجدر الإشارة إلى أنه قام بتوسيعها فيما بعد، قائلا ‘كل من لا يندم على رحيل الاتحاد السوفيتي ليس له قلب. أي شخص يريد استعادته ليس لديه عقل’”.

ويشير الكاتب إلى أن “ما حدث هذا الأسبوع هو أن بوتين فقد صبره وأعصابه. إنه غاضب من الحكومة الأوكرانية. إنه يشعر أنها رفضت مرارا اتفاقية مينسك، التي ستمنح مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك الأوكرانيتين حكما ذاتيا كبيرا. إنه غاضب من فرنسا وألمانيا، (المشتركتين في التوقيع على الاتفاقية)، والولايات المتحدة، لعدم الضغط على الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لتطبيقها. كما أنه غاضب بالقدر نفسه من الأمريكيين لعدم أخذهم في الحسبان مخاوف روسيا الأمنية بشأن توسع الناتو ونشر صواريخ هجومية بالقرب من حدود روسيا”.

ويلفت “بالنسبة لأولئك الذين يقولون إن الناتو يحق له دعوة أي دولة للانضمام، يجادل بوتين بأن سياسة ‘الباب المفتوح’ مشروطة بمبدأ ثان، وافقت عليه دول الناتو: ألا وهو أن تعزيز أمن الدولة لا ينبغي أن يكون ضارا لأمن الدول الأخرى (مثل روسيا)”.

ويختم بالقول: إن بوتين مقتنع بأن الناتو لن يرفض أبدا عضوية أوكرانيا، لذا “اتخذ الآن خطواته الخاصة لمنعها. من خلال غزو دونيتسك ولوهانسك، خلق ‘صراعا مجمدا’، مدركا أن التحالف لا يمكنه قبول البلدان التي لا تتحكم في جميع حدودها. وأصابت النزاعات المجمدة بالفعل جورجيا ومولدوفا، اللتين انقسمتا أيضا بسبب الدويلات الموالية لروسيا. الآن أوكرانيا تنضم إلى القائمة. هناك تكهنات حول ما سيحدث بعد ذلك، لكن من وجهة نظره، ليس من الضروري في الواقع إرسال المزيد من القوات إلى البلاد. لقد أخذ بالفعل ما يحتاج إليه”.