تقارير

بعد انتهاء ماراثون الثانوية.. هذه أهم التخصصات المطلوبة في المنطقة العربية

By أبوبكر أبوالمجد

August 10, 2022

الأمة ووكالات

 

لا يشغل بال الأسر في الدول العربية حاليا أكثر من معرفة مصير أبنائهم، طلاب شهادة الثانوية، الذين أنهوا امتحاناتهم وينتظرون تحديد التخصصات التي سيلتحقون بها بعد انتهاء هذه المرحلة الدراسية الهامة، في ظل سوق عمل متغير ومتطلبات جديدة.

 

وعلى امتداد دول الشرق الأوسط، ينتظر الطلاب معرفة شروط الالتحاق بهذه الأماكن والأعداد الشاغرة بها، في حين تشير البيانات إلى أن التخصصات التقليدية مثل الطب والهندسة والصيدلة وطب الأسنان قد تكدست على مر السنوات بالفعل بمنتسبيها، الذين يرغبون في التخصص بهذه المجالات.

 

وتواصل موقع الحرة مع خبراء تحدثوا عن أهم المجالات التي باتت مطلوبة في منطقة تحتاج إلى توفير ملايين الوظائف التنافسية خلال السنوات المقبلة، وفق التقارير الدولية.

 

ويقول أحد المستخدمين على فيسبوك: “أتمنى فعلا يعملوا كليات جديدة في تخصصات مختلفة تناسب سوق العمل بدل الانفجار فى إنشاء كليات الطب والهندسة التقليدية”.

 

وفي بلد مثل مصر، تفتح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي باب التقديم في تنسيق المرحلة الأولى للجامعات، اعتبارا من يوم  11 أغسطس 2022، ولمدة 5 أيام، فيما ينتظر طلاب الأردن إعلان نتائج التوجيهي التي أوشكت على الظهور.

 

ويقول المنتدى الاقتصادي العالمي في “تقرير مستقبل الوظائف” لعام 2020، إن 50 في المئة من جميع الموظفين يحتاجون إلى إعادة صقل مهاراتهم بحلول عام 2025، مع زيادة اعتماد التكنولوجيا.

 

ويتصدر التفكير النقدي، وحل المشكلات، قائمة المهارات التي يعتقد أصحاب العمل أنه ستزداد الحاجة إليها خلال السنوات الخمس المقبلة.

 

وفي مايو الماضي، قالت أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة في بيان إن هناك حاجة إلى توفير أكثر من 33 مليون وظيفة جديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحلول عام 2030، “إذا ما أريد تحسين أكبر نقطة بطالة في العالم بشكل كبير”.

 

وقالت الوكالات، بعد اجتماع في العاصمة الأردنية، عمان، شمل مسؤولين حكوميين من القطاعات الرئيسية، والقطاع الخاص، والأمم المتحدة، إن الأطفال والشباب يشكلون ما يقرب من نصف عدد السكان، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا/ الدول العربية، هي موطن لأعلى معدلات بطالة الشباب في العالم.

 

وفي ظل هذا الوضع، “لا تتناسب أنظمة ومناهج التعليم الحالية مع سوق العمل المتطور والطبيعة المتغيرة للعمل، ولا تزود الشباب بالمهارات الكافية وهي ضرورية للنجاح في اقتصاد اليوم”. 

 

وتشمل هذه المهارات “الاتصالات والإبداع والتفكير النقدي وحل المشكلات. يمكن للمراهقين والشباب والمهرة والمتعلمون إحداث تغيير إيجابي نحو عالم صالح لهم يعزز حقوقهم ويحميها”.

 

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يعرض مستخدمون تجاربهم مع التعليم وسوق العمل ويقدمون النصائح للقادمين الجدد، وينصح بعضهم بالتخلي عن الأفكار التقليدية.

 

ويقول مستخدم مشيرا إلى الأجواء التي تحيط بالدراسة الثانوية: “الأهل يحتاجون إلى توعية. لازم يفهموا أن كل طالب له قدرات عقلية ونفسية وظروف تختلف عن غيره. مفيش حاجة (لا يوجد) اسمها لازم تجيب مجموع طب وهندسة عشان تكون ناجح. في ناس تدخل طب وهندسة ويفشلوا”.

 

ويقول مستخدم آخر: “الدنيا مليئة بسعداء وعظماء، ليسوا مهندسين ولا أطباء”.

 

وكتب آخر في منشور على فيسبوك جاء فيه: “مستقبلك لا علاقة له من قريب أو بعيد بشهادة الثانوية العامة.. بعد سنين في سوق العمل، مقوماتك الشخصية ومهاراتك العملية التي تتعلمها قبل وأثناء وبعد دراستك هي اللي تخليك مكان في أي سوق عمل تتخيله وفي الحياة عموما”.

 

وعلى تويتر، سألت فتاة المهندس ورجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، عن أفضل التخصصات حاليا، “وهل هي هندسة (الإلكترونيات والاتصالات) أم هندسة كهرباء، أم علوم الحاسب، من حيث فرص العمل والمستقبل؟”، ورد رجل الأعمال: “بالتأكيد علوم الحاسب”:

وفي مقابلة مع موقع الحرة، أكد الخبير والمدون التقني والاقتصادي المصري، تامر إمام، إن مصر بدأت في إنشاء كليات متخصصة تلبي احتياجات سوق العمل، سواء في مجالات التقنية أو التعليم الفني.

 

وينصح إمام خريجي الثانوية بالتركيز على هذه الكليات بدلا من الكليات التقليدية مثل الطب والهندسة. ومن أهم هذه التخصصات، كما قال، دراسات الذكاء الاصطناعي وما يشملها من مجالات، سواء على مستوى البرامج، أو المعدات مثل الروبوتات.

 

ويشير الخبير إلى تقنيتي الواقع الافتراضي والمعزز وإنترنت الأشياء التي باتت من أهم المجالات، والتي تم ادخال بعضها بالفعل في بعض الأماكن، مثل كليات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والتي بات طلابها يدرسونها أحيانا كمواد.

 

وتحدثت الإعلامية المصرية، هدير أبو زيد، في حلقة سابقة من برنامجها عن تخصصات جديدة داخل الجامعات الحكومية المصرية، مشيرة إلى أن بعضها يتعاون مع جامعات دولية، مما يتيح الحصول على تعليم أفضل وإيجاد فرص عمل حتى خارج البلاد.

 

وهناك أيضا توجه للتخصص في تصنيع أشباه الموصلات مع وجود مصانع لهذا الغرض، وفق تامر إمام، وبالتالي مع ظهور هذا الاحتياج لسوق العمل، يكون هذا ضمن التخصصات المطلوبة.

 

ويقول إن التخصصات الجديدة ستتيح العمل بعد التخرج، ويشير إلى أنه على سبيل المثال، أصبح المهندسون المتخصصون في الهندسة المدنية يعانون من الحصول على وظائف حاليا، في حين لو دخل دائرة التخصصات الجديدة، سيجد العديد من الفرص المتاحة.

 

ويقول إمام  إنه حتى داخل التخصصات التقليدية، أصبحت هناك مهارات جديدة يجب أن يتمتع بها أصحاب هذه التخصصات.

 

وهناك المصانع التي تحتاج إلى الأيدي العاملة المدربة من خريجي التعليم الفني، والشركات التقنية المهتمة بهذا النوع من التعليم أنشأت مدارس تطبيقية تشرف عليها الحكومة لتخريج كفاءات.

 

وتعمل مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وفق صحيفة الوفد، على إعداد خريجين ذوي مستوى عال من التعليم، لديهم مهارات فنية عالية، قادرين على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة.

 

وتشمل مدارس التكنولوجيا التطبيقية تخصصات عدة مثل الميكاترونيات، والحاسبات وتكنولوجيا المعلومات، وتكنولوجيا الزراعة والري، وتكنولوجيا الإنتاج الحيواني، وصناعة الحلي والمجوهرات.

 

وأعلنت الإمارات، في مايو الماضي، عن استراتيجية جديدة للتعليم تشمل “وضع وتنفيذ خطط شمولية للاهتمام بالطفل منذ ولادته وحتى الصف الرابع تعليما، وصحة، ومهارات، وبناء شخصيته وهويته الوطنية”.

 

وتشمل الاستراتيجية أيضا إنشاء هيئة اتحادية جديدة هي “الهيئة الاتحادية لجودة التعليم” التي تتبع مجلس الوزراء، ووظيفتها الرئيسية مراقبة جودة التعليم بكل حيادية، وتطوير منظومة المؤهلات، وإجراء التقييمات المستمرة لواقع التعليم، ووضع معايير ومستهدفات واضحة لمخرجات التعليم، وقياس مدى نجاح المنظومة التعليمية في تحقيقها.

 

وأشار سالم الطنيجي، رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإماراتية في كلية التقنية العليا في الشارقة، في تصريح سابق، إلى أن الدولة تركز على إصلاح التعليم بحيث يتواكب مع هذا العصر الذي يعتمد على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والتطبيقات المتنوعة والذكاء الاصطناعي.

 

وفي الأردن، حذر الأمين العام لوزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية، نواف العجارمة، السبت الماضي، من اعتماد الطلاب على التلقين بدلا من البحث والاستقصاء، مشيرا إلى أن هذه المشكلة يصنعها امتحان التوجيهي الذي يجبر الطالب على اتباع هذا النمط من التعليم كونه يسعى لاجتياز الامتحان باعتباره بوابة الدخول إلى الجامعة.

 

وأكد أن الوزارة استكملت، بالتعاون مع المركز الوطني لتطوير المناهج، أكثر من 80 في المئة من خطتها الاستراتيجية لتطوير المناهج، مشيرا إلى أن “شكل التعليم في المستقبل، سيكون مختلفا وربما سيؤدي ذلك إلى انتشار التعلم الذاتي واستخدام التكنولوجيا بشكل واسع”.

 

الخبير التربوي والتقني، سامر سرحان، مدير مدرسة المعرفة الدولية الخاصة في الإمارات، أكد أيصا في حوار مع موقع الحرة على ضرورة دراسة الذكاء الاصطناعي، بما يشمله من دراسات متخصصة.

 

وأكد أيضا على الحاجة في المستقبل إلى استخدام تقنيتي الواقع الافتراضي والمعزز لما لهما من استخدامات واسعة النطاق في مجالات الحياة، فعلى سبيل المثال، كان طلاب الطب في الماضي يحتاجون إلى الحضور لتشريح الجثث، أما الآن فمن خلال تشغيل برنامج معين وارتداء نظارة، يستطيع الطالب رؤية الجثة أمامه من أي مكان.

 

وتساعد هذه التقنية أيضا في إجراء العمليات الجراحية، وحتى في الأمور الحياتية العادية، مثل تصفح مثلا قائمة بأهم أماكن التسوق.

 

ويشير موقع “توب يونيفيرسيتيس” إلى الحاجة في المستقبل لوظيفة “مهندس تعلم الآلة”، وتعلم الآلة هو فرع من الذكاء الاصطناعي. ويستخدم مهندسو التعلم الآلي البيانات الضخمة لإنشاء خوارزميات معقدة لبرمجة آلات، مثل سيارة ذاتية القيادة أو مساعد صوت رقمي، من أجل أداء وتنفيذ مهام يحتاجها الناس.

 

ويقول تقرير لموقع collegerank المتخصص في قضايا التعليم والتقنية إلى الحاجة لتطوير الروبوتات بعد أن أصبحت “كل جوانب الحياة الحديثة مرتبطة بالروبوتات بما في ذلك الرعاية الصحية، والعمليات التجارية”.

 

ويؤكد سرحان، وهو حاصل على ماجستير في الكمبيوتر وماجستير في إدارة الأعمال، أهمية تخصص “ميكاترونيكس” وهو تخصص يجمع بين الإلكترونيات والميكانيكا، ويتيح للمتخصصين فرص بناء خطوط إنتاج مصانع كبيرة.

 

ونصح أيضا بدراسة الأمن السيبراني، وهو تخصص أصبح مطلوبا بشدة مع زيادة عمليات القرصنة في العالم.

 

وتقول جامعة هارفارد إن الطلب على المتخصصين الذين “يتمتعون بالمهارات اللازمة لاكتشاف الهجمات الإلكترونية والاستجابة لها ومنعها في أعلى مستوياته على الإطلاق. ومن المرجح أن يستمر في النمو في المستقبل المنظور”.