ملك الأردن ورئيس وزراء الاحتلال

الأخبار

بمقدمتهم “وادي عربة”.. 3 أسباب رئيسية لتوتر العلاقات بين الأردن والاحتلال

By حسن الأثري

March 30, 2021

يشير تصاعد التوتر بالعلاقات بين الاحتلال والأردن إلى عمق الأزمة الدبلوماسية بين الجانبين، بعد أن أصبح تأزم العلاقات الشخصية بين نتنياهو، والملك عبدالله الثاني ظاهرا للجميع، حيث تجلت مؤخرا في رفض نتنياهو تزويد الأردن بحصص مائية طلبها وفقا لاتفاقية وادي عربة.

حصص المياه:

قضية مخصصات المياه كانت حلقة في سلسلة من الأحداث، التي وقعت العام الماضي، وزادت من التوتر بين البلدين، خصوصا في أعقاب إطلاق قطار التطبيع والتوقيع على “اتفاقية أبراهام”، وتلويح نتنياهو بالمضي لنزع الوصاية الهاشمية الأردنية عن إدارة المقدسات في مدينة القدس والأقصى.

وسعيا من نتنياهو لممارسة الضغط على الأردن لتقديم تنازلات في القضية الفلسطينية والملفات الإقليمية، وتجاوز عمّان في قطار التطبيع، رفض نتنياهو طلب الأردن تزويده بالمياه، خلافا لموقف سلطة المياه في تل أبيب والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي أوصت بالاستجابة لطلب الأردن، وفق ما أفادت صحيفة “هآرتس”.

ونقل المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، عن مصادر أمنية إسرائيلية وأردنية قولها إن “نتنياهو لم يستجب للطلب الأردني لتزويده بالمياه”، إذ يعكس نهج نتنياهو “عمق الأزمة بين الدولتين، التي باتت أشبه بمواجهة شخصية بين نتنياهو والملك عبدالله”، وفقا لتقديرات المحلل العسكري

ويأتي رفض نتنياهو، خلافا للبنود المشمولة في اتفاقية وادي عرابة الموقعة بين البلدين عام 1994، وما رافقها من تعديلات عام 1997، حيث تعهدت من خلالها تل أبيب بضخ المياه من بحيرة طبرية إلى نهر الأردن لزيادة حصص المياه التي تزودها للأردن.

حرمان جوى:

وأعرب محللون إسرائيليون عن قلقهم من تحركات ونهج نتنياهو، وتصاعد التوتر بين البلدين. ووفقهم، فإن “نتنياهو يهدد عمدا استقرار اتفاقيات السلام على خلفية العداء الشخصي بينه وبين الملك عبدالله، ويتجاهل القيمة الإستراتيجية الكبيرة لإسرائيل من علاقاتها مع عمّان”.

وتجلى التوتر بين البلدين، في أعقاب منع الأردن طائرة نتنياهو عبور أجوائها واضطراره إلغاء زيارته إلى الإمارات، وذلك قبل أيام من انتخابات الكنيست التي جرت الأسبوع الماضي.

وجاء موقف عمّان من منع الطائرة الإماراتية، التي حطت في مطار علياء الدولي، من السفر إلى تل أبيب لتقل نتنياهو إلى أبو ظبي، بعد أن ألغى ولي العهد الأردني، الحسين بن عبدالله الثاني، زيارته إلى المسجد الأقصى بمناسبة الإسراء والمعراج، بعد أن وضعت تل أبيب عدة شروط وترتيبات أمنية تحول دون مرافقة الوفد الأردني لولي العهد خلال زيارته للقدس.

تهديد الاستقرار

وقال المحلل العسكري هرئيل إن العلاقات بين نتنياهو والملك عبدالله توترت منذ سنوات؛ لكنها طفت على السطح في الفترة الأخيرة، على الرغم من المحادثات الهاتفية التي تجري بين الحين والآخر بين الجانبين.

البوابات الإلكترونية:

ويعود التوتر بالعلاقات بين نتنياهو والملك عبدالله، إلى صيف 2017، حيث سادت أزمة شديدة بين الجانبين في أعقاب نصب إسرائيل بوابات إلكترونية قبالة أبواب المسجد الأقصى.

كما أقدم حارس في السفارة الإسرائيلية في عمّان على قتل مواطنين أردنيين. ووافق الملك عبدالله حينها على الإفراج عن الحارس الإسرائيلي؛ لكنه غضب في أعقاب احتفال نتنياهو بهذا الإفراج والاحتفاء بعودة الحارس إلى تل أبيب، والتقاط الصور معه.

واستشهد هرئيل بتصريحات نسبت إلى نتنياهو مؤخرا خلال حملته الانتخابية، حيث قال إن “الأردنيين يحتاجون إلينا أكثر بكثير مما نحتاجهم”، وأشار هرئيل إلى أن “المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا تتفق مع هذا النهج، وترفضه جملة وتفصيلا، وتعتبر الأردن حليفا مهما لأمن إسرائيل”.

ويحذر مراقبون من تداعيات نهج نتنياهو الشخصي تجاه الأردن ويصفونه بالنهج الاستفزازي غير المدروس الذي من شأنه أن يشكل خطرا حقيقا على مستقبل العلاقات السلمية بين الاحتلال والأردن.