الأخبار

تونس:الفرقاء الليبيون في جولة حوار جديدة

By د. نجاة الديب

September 27, 2017

بدأت جولة حوار جديدة بين الفرقاء الليبيين، فى قمرت بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة، ضمن إطار المرحلة الأولى من خطة العمل الخاصة بليبيا التي طرحها مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة.

وستُخصص هذه الجولة من الحوار لمناقشة تعديل الاتفاق السياسي الليبي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية في 17 ديسمبر 2015، والذي انبثقت عنه حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج.

وبدأت أولى جلسات هذه الجولة بحضور لجنتي الحوار اللتين تتألفان من ستة أعضاء بالبرلمان الليبي بطبرق، وستة يُمثلون المجلس الأعلى للدولة في ليبيا الذي يرأسه عبد الرحمن السويحلي، وذلك بحضور غسان سلامة، وممثلين عن اللجنة الرباعية بشأن ليبيا، والطيب البكوش الأمين العام لإتحاد المغرب العربي، والسفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى ليبيا.

وبدأت بجلسة تمهيدية جمعت بين غسان سلامة، ولجنة الحوار الليبي التي تتألف من 22 عضوا، ثم أصبحت مغلقة بمشاركة لجنتي الحوار التي أطلق عليها لجنة 6+6، أي ستة أعضاء يمثلون برلمان طبرق، وستة أعضاء يمثلون المجلس الأعلى للدولة في ليبيا.

وستتولى هذه اللجنة البحث عن صيغ توافقية لعدد من البنود الخلافية، وخاصة منها المادة الثامنة المثيرة للجدل بحكم ارتباطها مباشرة بوضع المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي.

وافتتح غسان سلامة هذه الجولة الجديدة من الحوار الليبي-الليبي بكلمة أكد فيها أن الأمم المتحدة تعمل بجد للإسهام بإخراج ليبيا من الدوامة التي دخلت فيها، وأن المجتمع الدولي يدعم قرار البدء بعملية تعديل الاتفاق السياسي الليبي.

واعتبر أن حضور ممثلي الرباعية التي تضم الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، والبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى ليبيا، هو تعبير عن هذا الإجماع الدولي الداعم للحوار في ليبيا.

وتابع أنه “يعول على المشاركين في هذا الحوار للانتهاء من صياغة التعديلات المرجوة بالتفاهم في أمد قريب، بلا تسرع طبعا إنما أيضا دون تلكؤ”.

وشدد سلامة على أن هذا الحوار يعد “صفحة جديدة من التوافق والوئام”، ويفتح “نافذة للخلاص أمام بلادكم ينبغي علينا أن نلجها”.

وأضاف أن جلسة الحوار هذه في تونس، هي “فرصة لنقلة نوعية نحو مؤسسات قادرة وثابتة قد ظهرت في الأفق، وواجبكم وواجبنا معكم اقتناصها، ذلك أن الليبيين سئموا من الانتقال للانتقال دون أفق واضح صريح ومطمئن”.

وتابع قائلا “نحن هنا اليوم لتوجيه رسالة قوية بأنه لا يجب أن يفقد أي ليبي الأمل بإمكانية تجاوز الخلافات، والتوجه نحو الحوار، خاصة في هذه الفترة التي أصبحت فيها ليبيا على خارطة اهتمام دولي واسع”.

وشدد على أن هناك نافذة قد فُتحت، وفرصة حقيقية بدأت تلوح في الأفق، وبالتالي يتعين على الليبيين اقتناصها للخروج من حالة عدم الاستقرار إلى بناء الدولة بكافة مؤسساتها، وذلك من خلال اعتماد الخطة التي سبق وأن عرضتها كمدخل للوصول إلى تسوية لهذه الأزمة.

وبعد أن لفت إلى أنها المرة الأولى التي يجتمع فيها الفرقاء الليبيون لمناقشة التعديلات التي يتعين إدخالها على الإتفاق السياسي، شدد غسان سلامة على أن “الحوار ليس استكانة وإنما هو مجازفة نبيلة”، على حد قوله.

واعتبر أن تعديل الاتفاق السياسي يُعد “مدخلا يبدو أن غالبية الليبيين تنطلق منه نحو إتمام النقلة النوعية التي تتضمن مراحل متتالية تتوج بانتخابات عامة حرة ونزيهة نكون جميعا قبلنا بنتائجها قبل تنظيمها”.

يُشار إلى أن غسان سلامة كان طرح مبادرة تحت عنوان “خطة العمل الجديدة من أجل ليبيا” أمام الاجتماع الدولي رفيع المستوى الذي عُقد الأربعاء الماضي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وتتضمن هذه الخطة خطوات عديدة تنتهي بتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية، حيث قُسم العمل بها على ثلاث مراحل الأولى تتعلق بتعديل إتفاقية الصخيرات، وهي المرحلة التي بدأت اليوم بتونس، بينما تشمل الثانية عقد مؤتمر وطني تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة يهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية.

أما المرحلة الثالثة من هذه الخطة، فهي تتعلق بتنظيم انتخابات عامة تشريعية ورئاسية، وذلك في شهر سبتمبر من العام القادم لتشكل بذلك نهاية المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد.