الأخبار

«الحياة موقف»، فأين موقفك بالضبط؟

By حازم غراب

October 12, 2020

لا تقل لي إنك لا تقف مع هذا ولا مع ذاك، فـ«الحياة موقف». ليس على الطبيب أن يمتنع عن علاج من يكره ولكن من حق الطبيب وأيضاً الباحث والكاتب أن يحب الحق والعدل والحرية ودعاتهم وأنصارهم، ويكره الظلم والقهر وعبودية البشر للبشر وللمال والسلطة.

 

لا تقل إنني بلا لون ولا طعم ولا رائحة لأن الله خلقنا ألواناً وأحجاماً وأشكالاً بل وروائح، ووضع فينا قلوباً تحب وتكره، وعقولاً تعي الحق وتميزه عن الباطل وإن كانت أحياناً تخطئ وأحياناً تصيب.

 

وهبنا الله عيوناً ترتاح للون وتتعب من غيره، ومنحناً ربنا جلوداً رقيقة ولكنها قابلة لأن تتحمل الخشونة إذا لم يكن هناك بد منها.

 

لا تصدقوا من يزعم أنه بلا لون ولا اتجاه ولا موقف.

 

الخوف يا من تزعم أنك كالماء ليس عيباً لكن ادعاء الخائف الشجاعة هو العيب. الصمت أحياناً بديل جيد عن ادعاء الشجاعة، وقديماً قيل: الصمت حكمة. كن حكيماً بالصمت ولا تكن مدعياً الشجاعة وأنت في الحقيقة «خواف».

 

موسى وهارون أعلناها صراحة لرب العالمين: «إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى».

 

موسى بعد فترة ودع الخوف مستشعراً معية الله. رد على من معه من أمته ممن قالوا «إنا لمدركون» رد قائلاً بإيمان يقيني: «كلا إن معي ربي سيهدين».

 

استشعر المعية بحق وخذ الموقف الذي يرضي الله ورسوله حتى لو عاداك وكرهك اليمين واليسار والعلمانيون والليبراليون. كن مع الله ولا تخشى حاكماً أو محكوماً أو صاحب مال أو جلاداً أو العم سام أو بني صهيون أو بني عرب أو عجم.