«خبراء الآثارالمصريين» يناشدون المسئولين التدخل لوقف التعديات علي المواقع التاريخية

تقارير

«خبراء الآثارالمصريين» يناشدون المسئولين التدخل لوقف التعديات علي المواقع التاريخية

By علي عليوة

June 07, 2023

كتب: علي عليوه 

ناشد خبراء الآثار كبار المسئولين التدخل الفوري لوقف كافة التعديات والإزالات التي تتعرض لها المواقع التاريخية في جبانتى القاهرة الكبرى والصغرى وغيرها من المواقع التاريخية بمحافظة القاهرة.

جاء ذلك في الندوة التي عقدها المجلس العربي للإتحاد العام للآثاريين العرب تحت عنوان «تراث القاهرة المعمارى وحتمية الحفاظ عليه» بمقر الآثاريين العرب بمدينة الشيخ زايد في القاهرة.

وأوصى المشاركين في الندوة بضرورة عدم المساس بالمواقع والمباني التاريخية والتراثية ووقف كافة أشكال الهدم والإزالة والعلامات التي وضعت على تلك المباني التي تنبئ بإزالتها.

وبخاصة تلك المدافن التي تمثل حقباً متتالية ومتراكمة من تاريخ الأمة المصرية وتشتمل على  طرز معمارية فريدة وطابع زخرفي فني نادر أقامها فنانون مصريون وأروبيون.

وتعد ما تقتنيه تلك المدافن من تحف منقولة تراثاً أثرياً، وأن عدم توثيقها من قبل وزارة الآثار يعد إهمالاً وتقاعساً علماً بوجود قرار وزير آثار سابق في عام 2015م بتسجيل هذه المدافن إلا أنه لم ينفذ، 

الإزالات تتعارض مع الدستور 

وشدد المشاركون في الندوة علي أن إزالة هذه المباني على هذا النحو يمثل مناقضة للدستور«المادة رقم 49و50» وقوانين الآثار المصرية «المادة رقم 21».

وما أقرته منظمة اليونسكو في مؤتمرها بنيروبى عام 1976م بـ«شأن صون المناطق التاريخية ودورها في الحياة المعاصرة» و قانون جهاز التنسيق الحضاري رقم 144 الذي يعمل على الحفاظ على ذاكرة وهوية الأمة المصرية .

وبخاصة المباني المرتبطة بشخصيات تاريخية لها باع كبير في تشكيل التراث الثقافي والحضارى لمصرنا العزيزة من رجالات الآداب والفنون والعلوم والأمن والرياضة

– كما أوصى الحضور بعدم السماح بنقل الآثار من مواقعها وتجريد المباني الآثارية من موقعها الأثرى ومحيطها التاريخي ونسيجها العمراني.

مؤكدين أن عمليات الهدم الجارية الآن بميدان السيدة عائشة والسيدة نفيسة وقرافة الإمام الشافعي وصحراء المماليك يعد مخالفة في حق التراث المصري.

– وأوصى الحضور بالحفاظ على موقع متحف بورسعيد وإعادة بناءه على نحوٍ يليق بعظمة هذه المدينة الباسلة التي سطرت تاريخها بأحرف من نور، وأن موقع المتحف في مدخل القناة هي علامة مشرقة تظهر عظمة التاريخ.

وتؤكد على رؤية مصر في الحفاظ على مقدراتها الحضارية، وبخاصة أننا نخشى ما يحدث من تلف أو تبديد لآلاف القطع الأثرية التي كان يزدان بها متحف بورسعيد الوطني والمخزنة بدون صيانة أو ترميم وإن الاعتداء على أرض المتحف من أي جهة هو اعتداء على تاريخ مصر برمته.

التعدي علي الآثار ليس تطويرا 

كما أوصى الحضور بضرورة اعتماد الدولة للمجلس العربي للآثاريين العرب كبيت خبرة يعمل أسوة باعتمادنا كبيت خبرة لدى الإيسيسكو والإلكسو وجامعة الدول العربية ليقدم رؤيته العلمية للمشروعات الخاصة بالآثار والتراث والمباني التاريخية دون مقابل.

وفي كلمته أمام الندوة قال الدكتور محمد الكحلاوي أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، ورئيس المجلس العربي للإتحاد العام للآثاريين العرب، وعضو اللجنة العليا للتخطيط بمجلس الوزراء تحت عنوان «تراث القاهرة المعماري بين مشروعات التطوير ومعاول الهدم»: تشهد القاهرة عمليات إزالة للمواقع والأحياء والمقابر التراثية تحت مسمى مشروعات التطوير، التي يتشدق بها المطورون.

ويجري هذا دون فهم لطبيعة وأهمية المواقع التراثية أو سابق خبرة في التعامل معها حيث أن مسمى التطوير ليس من المفردات أو المصطلحات المعمارية التي تستخدم في التعامل مع المواقع والمباني والأحياء التراثية.

حيث من المتعارف عليه لدى المنظمات المعنية بالتراث سواء الدولية أو الإقليمية وأهل الاختصاص أن المواقع التراثية لها مفرداتها ومصطلحاتها الخاصة بها مثل إعادة التأهيل والترميم و الصيانة و الحفاظ.

وأي مسمى أخر يختلف عن تلك المسميات المعتمدة قد ينبئ بعواقب وخيمة منها خروج القاهرة التاريخية من لائحة التراث العالمي إن ما يحدث الآن في المواقع التراثية في القاهرة التاريخية يعد تهديداً كبيراً لحاضر ومستقبل القاهرة التاريخية.

تراث القاهرة التاريخية ملك الشعب والأجيال 

وأضاف الكحلاوي بأنه: كان أولى بالقائمين على مشروعات الهدم والإزالة بالقاهرة التاريخية أن يرجعوا إلى أرباب التخصص من المعنيين بالتراث والآثار حتى يقولوا كلمتهم ويبدوا ملاحظاتهم في أية مشروعات تخص تراثهم الوطني.

فهو تراث ملك للشعب المصري، وقد سطر به التاريخ وسجل به مكانته عبر الأزمان.

واستطرد: ما يحدث الآن من فك للمباني الأثرية وإعادة نظمها في إطار حديث بعيداً عن محيطها العمراني الذي أنشئت به وبجواره أمام مسمع ومرأى من وزارة الآثار والأثريين ولم يحرك أحداً ساكناً.

إن فك مسجد ومئذنة السلطان الغوري بعرب اليسار والمسبح باشا بالسيدة عائشة يعد جرماً في حق الآثار الإسلامية كما إن تفريغ محيط المزارات الإسلامية بعمل ساحات كبيرة على غرار ساحات الفاتيكان لا يتوافق مع مفهوم النسيج العمراني التاريخي للقاهرة أو للمدن التاريخية .

ومن الجدير بالذكر أن مثل هذه المشروعات قد سبق وأوقفناها حيث كان هناك مشروع لعمل ساحة أمام مشهد الحسين رضي الله عنه كان يتطلب إزالة مشيخة الأزهر القديمة بحجة عمل هوايات لنفق الأزهر، ولكن تم بحمد الله وقف هذا المشروع احتراماً للتاريخ وتقديراً لمكانة الأزهر.

وأضاف: تم إنشاء الجهاز القومي للتنسيق الحضاري ليكون درعاً واقياً لحماية المباني التراثية والطراز المعماري والمباني ذات القيمة التاريخية، وقد قام جهاز التنسيق الحضاري بمسح شامل للمباني بجميع محافظات مصر، وسجل كافة هذه المباني في سجلات تحت إشراف مجلس الوزراء.

القرافات والمدافن مناطق أثرية وتاريخية  

 وتابع د. محمد الكحلاوي قائلا: إلى جانب قيام الجهاز بتوثيق الحدائق التراثية والمدافن والمقابر التاريخية ذات القيمة التراثية، تلك المدافن التي تمتلك مجموعة نادرة من فنون العمارة والزخرفة لا مثيل لها.

فتلك القرافات لا تمثل مراقد للموتى فحسب ولكنها أيضاً شيدت وفق طرز معمارية انفردت بها القاهرة عن غيرها من باقي محافظات مصر بل وتنفرد بها على مستوى العالم.

ومن المحزن أن البعض من تلك المدافن التي حددت محافظة القاهرة قائمة بإزالتها تخص نخبة من رجالات العلوم والفنون والسياسة وتلك مخالفة للقانون ١٤٤ الذي يمنع هدم المباني التي ارتبطت بشخصيات تاريخية.

ومن أمثلتها شريف باشا صبري ومحمد محمود وغيرها فالقائمة طويلة، كذلك قام جهاز التنسيق الحضاري مشكوراً مستبقاً للمخاطر فوضع حدوداً للقاهرة التاريخية، كما وضع لها نطاقات تحفظ حقوقها وحرمتها، وشيد لنا نموذجاً حي في القاهرة الخديوية ليكون نبراساً تقتدی به مشروعات إعادة التأهيل والترميم والصيانة والحفاظ

يذكر أن ندوة  إتحاد الأثريين العرب شارك فيها عدد كبير من المتخصصين في التراث وأساتذة الآثار والتراث والشخصيات العامة، بجانب عدد كبير من محبي الآثار والتراث من المصريين؛ بينهم عمرو موسي الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، والدكتورة سحر عطية أستاذ العمارة بجامعة القاهرة وعضو مجلس النواب.

والدكتورة سهير حواس أستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية هندسة جامعة القاهرة، والدكتور محمد عبد المقصود الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، ووفد من جمعية بورسعيد التاريخية.