لا تتعجب عزيزي القارئ من تردي القيم وفساد الذمم وعلو السفلة والرمم فنحن في زمن الرويبضة المهين؛
حيث ترى كل أفاك أثيم يعتلي أبواق الميديا في كل حين وينعق في آذان السامعين ولا عزاء للمتقين الصادقين.
في زمن الرويبضة يسود أرباب الخيانة ويضيع أصحاب الكفاءة والأمانة…
فتراهم يجوسون الوزارات ويؤتمنون على المقدرات والمدخرات وخزائن البنكنوت والدولارات..
أما الأمناء فيعانون العوز والفاقات وتراهم يغشون الأزقة والحارات ليبيعوا الليمون ويمسحوا زجاج السيارات؟!!!
في زمن الرويبضة يرفع السفهاء والغوغاء والراقصين وأرباب الخناء ولا عزاء للعلماء والفقهاء والأدباء؟!
في زمن الرويبضة ولى عهد القلم وصرنا في زمن كرة القدم… يشار إلى اللاعبين بالبنان وتطوق أعناقهم أكاليل النصر والعرفان..
ولا عزاء لحملة القرآن وأرباب الفصاحة والبيان.!!!
في زمن الرويبضة بات الشاعر مبحوحًا والمعلم مجروحًا والكتاب مطروحًا والعلم مقيتًا مذبوحًا..
في زمن الرويبضة ترى الأم المثالية راقصة والقدوة الشبابية ماجنة ناقصة..ترى أرباب الحجاب خلف الأبواب وشيخ الحق صنو الإرهاب..
أما المطبعون الخائنون فهم سفراء الثقافة والفنون؟!!
في زمن الرويبضة يكثر المتاجرون بالدين وحملة المباخر النافقين ودعاة الأمراء و السلاطين..
يحرمون الحلال البواح ويحلون الحرام والسفاح يسبحون بحمد الدجالين ويلوذون بالماسون والشياطين
شعارهم تجديد الخطاب وسر الكتاب
يدعون أن القوانين الوضعية تجب الشريعة المحمدية
وأن الرسوم الهزلية حرية رأي أزلية؟!!
يمجدون كل عاهرة لعوب والدين منهم براء كبراءة الذئب من ابن يعقوب؟!!!
في زمن الرويبضة يطل علينا التافهون والسفسطائيون وفي كل الشاشات يتراصون يحللون ويدللون وبمصائر شعوبنا يعبثون…
في زمن الرويبضة يتهم الشرفاء بالخيانة ويرمى الزعماء في جب وزنزانة ويموت الليث شنقًا ويعدم الأحرار صبرًا وخنقا فلا تعجب إن أدركت هذا الزمن اللعين الذي قال فيه إمام المرسلين سيدنا محمد ﷺ :
(سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ ، يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ ، ويخونُ الأمينُ ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ .
قِيلَ : وما الرُّويْبِضةُ ؟ قال : الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ )
صححه الألباني في صحيح الجامع – رقم: (٣٦٥٠)
ولله در قائد شهيد قالها ذات يوم ليس ببعيد:
لا تأسفنَّ على غدرِ الزمانِ لطالما ** رقصت على جثثِ الأســودِ كلاب
لا تحسبن برقصها تعلوا على أسيادها ** تبقى الأسودُ أسوداً والكلابُ كِلاب
فعلام تأخذنـي العلـوج بلحيتـي ** أتخيفُـها الأضـراسُ والأنياب
توبـوا إلى الله قبل رحيلكم ** واستغفروه فإنـهُ.. تـوّاب
عفـواً إذا غدت العروبـةَ نعجةً ** وحماةُ أهليها الكرام ذئاب