د. أحمد زكريا

مقالات

د. أحمد زكريا يكتب: فض الاشتباك بين الوطنية وحب الوطن!

By د. أحمد زكريا

July 25, 2022

 يظهر مصطلحان يتعمد البعض الخلط بينهما، الأول منهما هو مصطلح (الوطنية)، والثاني (حب الوطن)، والفرق بينهما وبين مدلولهما كبير،

فمسألة حب الوطن مسألة قديمة قدم الإنسان، حيث تعود الإنسان على حب مسكنه، ومربع طفولته، ومرتع صباه وشبابه،

وهو معنى جميل، وخلق راق، لا تعارض بينه وبين مفهوم الهوية الإسلامية، بل المسلمون الصادقون من أشد الناس حباً لأوطانهم،

ومن أكثرهم حرصاً على جلب الخير، ودفع الضر عنها.

وأما الإشكالية والخلط فيقع في مفهوم (الوطنية)،

وهو مفهوم حديث ظهر بعد سقوط الخلافة، وتفتت العالم الإسلامي وانشطاره إلى دويلات صغيرة،

وهوَ مصطلح قد يعمل على إثارة النزعات والعصبيات بين أفراد الأمة الواحدة، بعيداً عن رابط الدين والعقيدة،

ويعني الانتماء إلى الأرض والناس، والعادات والتَّقاليد، والفخر بالتَّاريخ، والتفاني في خدمة الوطن، بعيداً عن لحمة الدين،

وبذلك تفتت الهوية الإسلامية العامة إلى هويات خاصة، فظهرت هوية مصرية، وأخرى جزائرية، وثالثة عراقية،

وصارت العصبيات هي المحرك الأساسي لهذه القوميات والهويات، وربما نشبت بينهم الحروب لأتفه الأسباب.

ولذلك نقول: إن أحب الأوطان لنا هي مكة المكرمة، ثم المدينة المنورة، ثم بيت المقدس،

وأما عدا ذلك من بلاد الإسلام فلا نفاضل بينها عصبية، مع احتفاظنا بالحب الفطري والجبلي لأماكننا وبلادنا التي تربينا فيها، ورتعنا وشربنا من مائها.