طرح التنمية البشرية واللايف كوتشينج يحاول علاج الأحزان واليأس والاكتئاب والوصول «للسعادة» و«السلام النفسي»
ويستخدمون في ذلك عبارات كالطاقة الإيجابية، والتصالح مع الذات، وحب النفس، والاستغناء عن الناس، والشغف، ومطاردة الحلم، وغيرها من عبارات ومعاني.
ويمكننا أن نلخص خطورة هذا الأسلوب في محورين أساسيين:
الأول فلسفي أو إن شئت قلت: منهجي،
إذ أن هذا التصور في حقيقته هو تلخيص لما يسمى بمفاهيم الليبرالية التي ترتكز على الذات والسعادة منفلتة «متحررة» من أية أبعاد أخرى كالدين والغيبيات ونحوها،
فأخلاقياتها هي ما يستمده الإنسان من نفسه ورغائبه؛ وكأنه الذات المفرد أو البذرة الساقطة،
أو في أحسن الأحوال هو ما تتصالح عليه جماعة معينة من مفاهيم وأعراف مهما كانت بعيدة عن أية مصدرية أخرى.
والثاني نفسي عملي،
إذ يكرس الانعزال عن الواقع وتعظيم الذات وانتفاخها،
والشعور بالمظلومية تجاه كل من لا يقبل نفس الأحقيات التي يكرسها هذا المنهج،
وذلك يفسر سلوك المجتمعات التي تدين بذلك تجاه غيرها من محاولات قسرية لاعتناق نفس المبادئ،
وأقول تدين لأنها بالفعل استبدلت كل مفاهيم وتصورات وأخلاقيات التشريع بهذه المفاهيم العفنة والمنحطة.
ومن يبني سلامه النفسي بناءً على تلك المفاهيم؛ يمكنك أن تتصور كيف يمكن أن يقبل في يوم ما
وطرح ما بما يسمى بـ«حق المثلية» مثلاً، أو «حق الإلحاد»
ولا يعتبر أولئك أعداء تنبغي مناهضتهم فوراً لخطورتهم على البشرية واستحقاق الإنسانية نفسها للبقاء!