مقالات

 د. عبد الرحمن بشير يكتب: فقه الحياة من زاوية جديدة

By د. عبد الرحمن بشير

June 03, 2022

الناس صنفان، من يعيش لأجل أن يعيش، ومن يعيش لأجل أن يعيش لفكرة، والذين يعيشون للفكرة نوعان، من يعيش للفكرة، ولكنه ليس مقتنعا بها بشكل تام، ومن يعيش للفكرة، ولكنها هي التي تملك كل حياته، فالأول يعيش للفكرة، لأنه يستفيد منها، والثاني يعيش لها، لأنه يرى أن السعادة فيها، وبها، ولها.

الناس صنفان من حيث التعامل مع الناس،

هناك من يفكر ماذا تملك من مال أو جاه، وهناك من يرى فيك ماذا تملك من عقل وفكر وإنسانية،

فالأول يقيم علاقتك به، لأنك مهم لجيبه،

والثانى يقيم علاقته بك، لأنك مهم في عالم أفكاره.

القيادة نوعان،

لدينا قيادة تفكر في السلطة، والسلطة بالنسبة لها هي الأساس،

وهناك قيادة مبدئية، تبقى في السلطة حين تفيد، وتتنازل عنها حين ترى أن وجودها غير مهم، المهم هو المبدأ، والشعب.

الدعاة نوعان،

دعاة محليون إلى حد كبير، يعيشون في الوطن، ولا يعرفون ماذا يجرى في خارج الوطن، فخاطبهم محلي، وجمهورهم في الوطن، ورسالتهم قاصرة في الحدود،

وهناك دعاة عالميون، خطابهم عالمي، وجمهورهم واسع، ولكن تأثيرهم قليل وضعيف، والسبب هو غياب الخطاب الممزوج بين العالمية والمحلية.

السياسيون نوعان،

سياسيون يعملون في (دائرة الاهتمام)، وآخرون يعملون في (دائرة التأثير)،

فالأوائل فلاسفة ومحللون، والآخرون عمليون بلا أفكار،

والصحيح هو العمل في المجال الأول 40%، وفى المجال الثاني 60%، وحينها تجمع بين الدائرتين.

المناضلون نوعان،

هناك من يناضل لديمقراطية وطنه، ولكنه يرى أن الديمقراطية فى بلاد الناس غير مهم،

وهناك من يناضل للعدالة والديمقراطية في كل مكان، وهذا النوع هو صاحب المبادئ،

عندنا من يكره السيسي، لأنه مستبد، ومن يحب غير السيسي، لأنه لديه مصالح عنده،

وهذا من العجائب في عالم السياسية والنضال.

الدول نوعان،

دول عضوية، ولها تاريخ سياسي  ومستقبل بعيد،

وهناك دول وظيفية، لا تملك تاريخ سياسي، بل هي دول مصطنعة، وليست لها مستقبل سياسي،

والغريب أن بعض السياسيين مرتبطون بالدول الوظيفية، وبهذا يصبحون سياسيين وظيفيين من الدرجة الأولى.

الحياة نوعان،

حياة ليست بها حياة، الناس فيها أحياء، ولكنهم في الحقيقة أموات،

وحياة بها حياة، والناس فيها أحرار، وبالحرية أحياء،

فالموت عندهم لا يعنى توقف القلب من الحركة، أو خروج الروح من الجسد، وإنما تعنى الحياة وجود الحرية عندهم، ورفضهم للظلم مهما كان.

المستقبل عند الناس نوعان،

مستقبل غير معلوم، وهذا شايع عند الشعوب المتخلفة،

ومستقبل معلوم، أو شبه معلوم، وهذا منتشر عند الشعوب المتقدمة، ومع هذا فالمستقبل الحقيقي بيد الله وحده، ولكن الناس فى العالم المتقدم يطرحون الأسئلة الدقيقة لمعرفة المستقبل.