الأخبار

بشار.. الحاكم الشبيح

By د. عبد السلام البسيوني

November 16, 2020

لا أزال أذكر لقطات من فيلم العسكري الأزرق الذي عرض في السينما 1970، وجسد بشاعات الجنود الأمريكيين في فيتنام،

حيث كانوا يقطعون بسونكى البندقية أثداء النساء -بعد اغتصابهن- ويبقرون بطون الحوامل،

ويذبحون الرجال، ويمطرون القرى بالنابالم،

في مشاهد خالية من أية مشاعر إنسانية أو حيوانية، صادرة عن أناس مجرمين ساديين،

منحرفين نفسيًّا وبشريًّا، يتشدقون -إفكًا وزورًا- برعايتهم حقوق الإنسان، وحمايتهم الحريات!

 

لن ننسى صور أطفال البوسنة

 

ولا تزال ذاكرتي اللاهبة تذكر صورًا لأطفال بوسنيين اقتلعت -بالسونكى- عيونهم،

على أيدي العنصريين الصرب، الذين قادتهم الكنيسة الأرثوذكسية هناك،

في حرب تطهير عرقى مجرمة دامية،

بجانب المقابر الجماعية لألوف من الرجال العزل والأولاد،

أهالت البلدوزرات عليهم أكوام التراب، بعد أن استكثروا عليهم رصاصات رحمة تخفف عنهم الموت الرهيب..

 

وحشية وإجرام بشار وأبيه

 

ولا أعتقد أن ذاكرتي ستنسى يومًا الجرائم الوحشية التي ارتكبها مجرم سوريا وأبوه وسفاحو طائفته الإرهابية؛

الذي يقتلون بأيديهم سنة سورية، ويلعقون دماء الشرفاء،

وينتهكون أعراض الحرائر، بمنتهى الخساسة والدناءة التي لا يقع فيها إلا الضبع؛ أخس الحيوان طرًّا.

 

ولأن هذا الجنس من الضباع -بجانب وحشيته وخساسته- بارع في لعبة التلفيق والفبركة وصناعة التهم،

فهم يستخدمون عدة أوراق لتمرير شنائعهم وفظائعهم.

 

الورقة الطائفية

 

اللعب بالورقة الطائفية،

في بلد فيه ثلاث وستون طائفة وعرقية وديانة،

قد يُشعل كل منها حريقًا يبقى عقودًا لا ينطفئ،

ولا يسعد به إلا كل متصهين، وعدو للأمة ودينها!

 

فإنك لو طالبت بحقك هناك فستكون طائفيًّا، ولو قلت: لا فأنت طائفي، ولو اعترضت على الذبح من الأعناق فأنت طائفي،

ولو سألت عن سجين انقطعت أخباره من ثلاثين سنة فأنت طائفي، ولو سعلت أو عطست فأنت طائفي!

 

مع أن الطائفة النصيرية تحرس إسرائيل من عقود، وتجرِّع سوريا العلقم من عقود،

وتقمع الحريات من عقود، وتزحم السجون بالمعذبين من عقود،

وتذل الشرفاء والمثقفين والأحرار من عقود،

و(تشفط) خيرات سوريا من عقود، ولا يجرؤ (زلمة) أن يقول إن هذا هو قمة الطائفية الحقيرة!

 

واستخدم الأسد الدعم الطائفي من خلال الاستعانة بالرافضة الفاشيين من إيران، ولبنان، في قمع التظاهرات،

حتى داخل لبنان ذاته،

وهم ذاتهم الذين يقلقون الأمور في البحرين والساحل الشرقي السعودي،

ومواطن أخرى أرجو ألا يكون منها مصر،

بعد أن استنبت فيها نظام مبارك الرفض وأولاد الرافضة، ومكن لهم، بتمويل واسع من الملالي!!

 

يحمون مصالح وحدود «إسرائيل»

 

= ولم يزل الضبع -بعد أبيه- وزبانيته يحمون مصالح وحدود «إسرائيل» منذ 67؛ فلم تظهر له دبابة على الجولان،

بل ظهرت -فقط- في درعا، وحمص، وحلب، وإدلب،

ودمشق والمدن السورية الأخرى لسحق المواطنين تحت جنازيرها كما رأينا في اليوتيوب!

وصرح الجهبذ رامي مخلوف بأن «إسرائيل» لن تستقر إذا سقط الضبع، والبعث الإرهابي!

 

… وسقطت ورقة التوت

 

= وتزلفًا للصهاينة والأمريكان أسقط الأسد نفسه ورقة التوت التي كان يستر بها عورته المغلظة،

حين أعلن في تطور سياسي لافت -كما قالت يديعوت أحرونوت، ونقلته الجزيرة نت-

أن بشارًا أعلن عبر رسائل بعثها إلى الإدارة الأمريكية عن استعداده لاستئناف محادثات السلام مع «إسرائيل».

 

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر أمريكية قولها:

إن الأسد قال في هذه الرسائل إن 98% من المواضيع المختلف عليها بين سوريا و«إسرائيل» تم الاتفاق عليها،

ولتسقط الممانعة المزعومة، وشعارات الصمود والتصدي، والقناع البعثى السمج القبيح

 

واستخدم بشار الضبع وزبانيته -ولا يزالون- فزاعة القاعدة والسلفيين والإخوان (الإسلام) لتخويف الدنيا،

رغم أنهم الذين صنعوا الأكذوبة،

ولفقوها مع (حبايبهم) الذين طالما اعتبروهم رجالهم وحماة مصالحهم،

خصوصًا من وصف منهم ب(الدول المعتدلة الصديقة) عارفها حضرتك؟

 

ووظف بشار الضبع وزبانيته -ولا يزالون- سيطرتهم،

فقعطوا الاتصالات، والإنترنت، والكهرباء، والماء، والخبز، والوقود، والرواتب، وضربوا تناكر المياه لئلا يشرب الناس،

وأغلقوا المخابز والمحال لئلا يأكل الناس،

وخيروهم صراحة بين الجوع والعطش والظلام والرَّوع، وبين الذلة والهوان السرمديين و… البعث وآل الضبع!

 

ووظف بشار الضبع وزبانيته -ولا يزالون- مشايخ السلطة والزور، والدعاة الحزبيين العور،

الذين ربوهم على أعينهم، وكسروا عيونهم بالعطايا، والهبات، والتلميع،

ليتحدثوا عن لزوم البيعة الشرعية، وحرمة الخروج على الحاكم (أمير الطائفيين) وتخويف الناس من قول لا،

وقمعهم بالفتاوى عن المطالبة بحريتهم وحقوقهم!

ألم تر إلى مفتيه الذي أقسم أن حافظًا هو مجدد الدين في القرن العشرين،

وشاعره الذي أقسم أن بشارًا هو الخليفة السادس في الراشدين؟!

 

واستخدم بشار الضبع وزبانيته -ولا يزالون- الشبيحة من الجنود والمخابرات والحرس الخاص؛

لإحداث أكبر قدر من الدمار،

وإراقة أكبر كمية من الدماء،

ونشر أكثر ما يستطيعون من الرَّوع، والذعر، والإرهاب البعثى العلوي الضبعي! شبيحة البطش، وشبيحة الأقلام، وشبيحة الفتاوى!

 

واستخدم بشار الضبع وزبانيته -ولا يزالون- الإعلام المزور،

الذي يتحدث عن الشعب السوري المنتفض من أجل كرامته وحريته وسلامته..

على أنه مجموعة خونة عملاء جبناء طائفيين سلفيين رافضين للشرعية متآمرين على الوطن السعيد،

والعهد البعثي المجيد، كارهين للتقدم والحضارة والرغد الذى يوفره الضبع وأسرته وحاشيته!

واستخدموا الأفاكين (أقصد الفنانين) الذين ناصروا الأسد، أو تقنعوا أمام الشعب بكلمة ناعمة كذوب،

وهم ينحنون لتقبيل حذاء النظام:

وهم صف طويل من كلاب حراسة القهر العلوي لا داعي لإيراد أسمائهم أجمعين!

 

وكالعادة:

تقف الجامعة العربية الشامخة حامية الحمى، لتتفرج،

وتفرك «إسرائيل» يدها ابتهاجًا،

وتوازن أوروبا، وتنافق أمريكا،

قمع الشعب،

وتستمر المذابح،

ولا ينتهي الكذب!

 

فهل قدر على الأمة أن تمر بهذه المذابح كلها، بأيدى حكامها جلاديها وجيشها مدمرها!؟ وأن تسودها الضباع والخنازير البرية؟

 

حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل!