د. محمد الشرقاوي

مقالات

د. محمد الشرقاوي يكتب: ذهب الرجال وبقي الجدال!!

By د. محمد الشرقاوي

April 14, 2023

 عبارة صادقة في تصوير حال علماء العقيدة والكلام الذين اختلفوا قديما.. وتجادلوا.. وتصارعوا وتفرقوا إلى فرق ومدارس وجماعات متنازعة حول:

(فروع العقيدة)، لأنهم كانوا جميعا متفقين على أصولها.

ويلاحظ أنهم حين كانوا يتجادلون ويختلفون، كانت الأمة الإسلامية قوية سياسيا واقتصاديا وعلميا وحضاريا، بل كانت القوة الأعظم في العالم آنذاك.

ثم خلف من بعدهم خلف، قرأوا كتب السابقين فوجدوها كتب جدل واختلافات وتنازع وصراع في فروع العقيدة، فتفرق الخلف بحسب الكتب الملغومة بأسباب الخلاف والجدل والردود والتفنيدات والدحوض،

التي وجدوها على أرفف المكتبات، وورث الخلف جدال السلف فيما لا طائل من ورائه، وفيما لا نفع منه ولاجدوى.

ولم ينتبه الخلف إلى التغيرات الهائلة السلبية التي حاقت بالمسلمين وبمجتمعاتهم وأوطانهم،

وهيمنة عدوهم على مقدراتهم السياسية والحضارية والعسكرية والاقتصادية، وأنهم قد أضحوا رهائن مسترقين.. يحيون على  الفتات الحضاري والعلمي لأعدائهم.

والمدهش انك تجد (ذلك السم الزعاف)!!،

وأعني به: التقليد الأعمى  المحرم لغير المعصومين من العلماء طاغيا.. تجد هذا ينتصر للأشعري مثلا، وذاك ينتصر لابن تيمية أو غيره مثلا ،

في استسلام ساذج بغيض، ويفتحون نار الجدل ضد بعضهم بعضا، بينما الأوطان تضيع.. والكرامة تهان.. والحقوق تصادر..

والحريات تنفى من الأرض الإسلامية، والإخوة الأعداء لا يزالون يتجادلون ليتمكن العدو من تحويل الأوطان إلى؟

منذ 30 سنة أو يزيد ،اسند إلي تدريس مقرر عن (العقيدة الإسلامية) فاجتهدت في البحث عن كتاب تراثي واحد يشرح للناس العقيدة

كما قدمها القرآن الكريم للناس.. مع طرق الإقناع القرآنية والنبوية.. الواضحة السهلة اليسيرة،

فلم أجد غير تلك الكتب الملغومة بالجدل والنزاع، فنهيت طلابي عنها.

وانا أعلم من دراستي للأديان، ومن دراستي لمدارس الاستشراق أن أهم ما جذب الناس في شرق الأرض وغربها إلى قبول هذا الدين: هو (وضوح عقيدته ويسرها).

وكنت أقول لطلابي في الجامعات (داخل مصر وخارجها): العقيدة واضحة جدا، ليست بحاجة إلى دروس وتخصص وكتب،

ومعظم الكتب التي في المكتبات عن العقيدة، ليست في صميمها، لكنها تدور حولها، وهي تعقد يسيرها وتصعب سهلها،

وقلت للطلاب: لا انصحكم بقراءة تلك الكتب إلا بحسبانها جزءا من تاريخ الكلام عن العقيدة!!

ثم اجتهدت في جمع وإعداد هذا الكتاب الذي أرجو أن يكون مفيدًا لطلاب العلم في باب العقيدة الإسلامية.

وأسأل الله تعالى أن ينفع به.