د. وصفي أبو زيد

مقالات

د. وصفي أبو زيد يكتب: أين المصالح والمفاسد التي ذكرها البيان

By د. وصفي أبو زيد

September 22, 2022

تفاجأت بهذا البيان الذي وقع عليه عدد ثلاثين «عالما» من غزة، وفي المنشور الآتي تعليقي عليه:

يؤسفني أن يصدر مثل هذا البيان عن «أساتذة جامعات»، و«علماء»، وهو في الحقيقة «لا بيان»، أين البيان الشرعي هنا سوى التفويض للحركة أن تفعل ما تشاء دون رقيب أو حسيب، أو دون حسبة من أهل العلم، ونصح للخلق وقيام بالحق، سواء تأييدا أو رفضا؟!

أين المصالح والمفاسد التي ذكرها البيان ووازن بينها، ثم انتهى إلى أن المصالح أرجح فيباح التصرف، أو أن المفاسد أرجح فيحرم!

وهل ابتناء السياسة الشرعية على المصالح والمفاسد يجعل الأمر فوضى لا ضوابط له ولا حدود له؟ إن المفاسد إذا غلبت فلا قيمة للمصالح، ويحكم بالمنع بل بالحرمة، وإن المصالح إذا غلبت فلا قيمة للمفاسد، ويحكم بالجواز بل بالوجوب.

البيان الذي وقع عليه عدد ثلاثين «عالما» من غزة

 

هل هذا هو البيان الشرعي من أساتذة جامعات مشتغلين بالشرع؟ إذا كان هذا هو كلام «علماء» «الشرع» فلا حول ولا قوة إلا بالله!

هذا البيان وحده دليل قاطع على أن الحركة في مأزق بتصرفها وقرارها، وما تريد إلا حشدا فقط بمجموعة من الأسماء تستخدمهم أمام من يكلمهم!!.. وقد ارتضى هؤلاء الإخوة الكرام الذين لا أشك في إخلاصهم وصفائهم أن يكونوا كذلك!

وأنا أقول لهؤلاء «العلماء» أو «أساتذة الجامعات» الذين أعرف بعضهم وأحترم شخوصهم وأقدرهم: ستُسألون أمام الله وحده عن أمانة العلم، وعن هذا البيان الذي ليس فيه بيان، وليس فيه شرع، ليس فيه آية وليس فيه حديث، ليس فيه مصلحة تُشكر ولا مفسدة تُنكر.. إنه بيان ضار بالحركة أشد الضرر، لو كنتم تعلمون!

هذه رسالة فقط أوجهها لهؤلاء الأساتذة، ومن تولى كبر هذا البيان الذي دلالاته كلها سلبية، هي رسالة مني لهم؛ إبراء للذمة وإقامة للحجة، وكل إنسان سيقف أمام الله وحده، وسيسأل عن كل كلمة قالها أو كتبها، أو أيد بها حقا أو باطلا.

وكتبه الفقير إلى عفو الله/ وصفي عاشور أبو زيد

الثلاثاء 24 صفر 1444هـ الموافق 20 سبتمبر 2022م.