د. وصفي أبو زيد

مقالات

د. وصفي أبو زيد يكتب: افتعال التعارض بين النصوص والمقاصد

By د. وصفي أبو زيد

June 04, 2023

قد يحسب البعض أن أحكام الشريعة شيء ومقاصدها شيء آخر، فيفرقون بين ما جمعه الله، كما يفرقون بين الجسد والروح، ويقولون: هذه نصوص وهذه مقاصد، أو هذا فقيه مقاصدي وهذا فقيه نصوصي، هذه شريعة وتلك مصلحة

والحق أنه ليس عندنا في التصور السليم للشريعة والإسلام هذا الفصام النكد، ولا تلك التناقضات المفتعلة التي افتعلتها الكنيسة في العصور الوسطى بين الدين والعلم، وبين العقل والوحي، فأراد البعض ممن اختلطت عليهم الأمور والتبست عندهم المفاهيم أن يستعيروا هذا ويجعلوه لباسا للشريعة الإسلامية

فنحن بحمد الله لا تعارض عندنا بين عقل ووحي، ولا بين نصوص ومصالح، ولا بين شريعة ومقاصد، كما لا يتعارض الليل والنهار، ولا الرجال والنساء، ولا الدنيا والآخرة، ولا الشمس والقمر، كل في فلك يسبحون

النصوص عندنا مقاصد والمقاصد عندنا نصوص، والشريعة مصلحة والمصلحة شريعة، والعلم عندنا دين والدين عندنا علم، والوحي نقرؤه بالعقل والعقل نضبطه بالشرع، وكما أن الإخلاص روح الأعمال، فالمقاصد أرواح الأحكام، والفقيه المقاصدي لا يكون إلا نصوصياً، والنصوصي لا يكون إلا مقاصديا