سوريا الأسد كسبت (الحرب الأهلية) بشكل غير كامل، ولكنها خسرت سوريا خسارة غير مسبوقة،
حيث غدت ساحة سوريا بكل مواقعها ومكوناتها تحت قصف الطيران الصهيوني وقتما تقرر قيادة جيش الاحتلال القصف،
ودون أن تحسب حسابا لرد سوريا، لأن سوريا الأسد لا تملك القدرة على الرد، ولا تملك الوسائل المتقدمة للرد، والأهم من ذلك أنا لا تملك إرادة الردّ نفسه؟!
مطار الضبعة قرب حمص، ومطار تيفور، ومطار دمشق الدولي، جزء من الأهداف الإسرائيلية التي تتعرض بشكل شبه يومي للقصف،
ويتعمد الكيان الصهيوني أحيانا القتل، وأحينا المعدات دون القتل، وقد تركزت هجمات الطيران الصهيوني على التواجد الإيراني، وحزب الله.
إن تركيز الهجمات على مواقع التواجد الإيراني، وإمدادات السلاح لحزب الله لا يعني أن الدولة السورية بعافية، وأنها غير مستهدفة،
بل الهجمات المتكررة تكشف عن عجز شبه كامل للدولة السورية، التي كانت شديدة العنف والقسوة مع المعارضة السورية،
واستهلكت كل ما يمكن تسميته بالقدرات السورية الاستراتيجية، ووسائل الدفاع ضد العدوان الخارجي، وباتت سوريا الدولة بلا درع، وبلا ردع؟!
تخيل لو لم يدمر النظام السوري ذاته، والقدرات السورية، في الحرب الأهلية،
هل كان بمكنة الكيان الصهيوني أن تسرح وتمرح في سوريا، فمرة تضرب في دمشق، ومرة في حمص، ومرة في حلب، ومناطق أخرى.
إن من يرفض التصالح مع شعبه، ويدمر قدراته الذاتية، ويمزق أرضه وسيادته، سيقع لا محالة فريسة لقوى خارجية،
وهذا هو تشخيص للحالة السورية، فسورية الآن تحت القصف الصهيوني، والوجود الإيراني فيها تحت القصف،
والسبب معروف. إذا كنت ضعيفا أكلتك الذئاب؟!.
الذئب الصهيوني إن صحت هذه التسمية لا يرحم فريسته، بل هو يمزقها أشلاء ليتمكن من أكلها بشكل متدرج،
والذئب الصهيوني لا يعمل في الخفاء بل هو يصرح باستراتيجيته،
ويمكن للسوري أن يتوقع ضرباته، متى، وأين، وكيف، ولكن هو لا يملك معالجة جيدة لمواجهة هجمات الذئب المفترس.
سوريا تحتاج لمجموعة ضخمة من التحولات والمعالجات لكي تصل لمرحلة تكون قريبة من منع الهجمات الصهيونية، أو التقليل منها، أو الرد على بعضها إن أمكن.