د. يوسف رزقة

مقالات

د. يوسف رزقة يكتب: سؤال للقمة.. أين التجديد والتغيير؟!

By د. يوسف رزقة

May 20, 2023

انتهت أعمال القمة العربية (٣٢) بإعلان جدة في ١٩ مايو ٢٠٢٣م. القمة (٣٢) عقدت تحت عنوان: (التجديد والتغيير) بزعامة القيادة السعودية. كان مكان الاجتماع فخما ولائقا، وكانت الإجراءات الإدارية أكثر من جيدة، وكان التوافق بين قادة القمة سيد الموقف على الأقل في الإطار الظاهر لنا، وكانت الكلمات دبلوماسية بلا عقد ولا تنازع.

هذه الأمور آنفة الذكر هي الجديد الملموس، وهي التغيير الواقف عند الشكل، أما الإعلان نفسه الصادر عن القمة، وقضاياه المتعددة، فلا جديد فيها ولا تغيير، فقد أعاد إعلان جدة ما قاله إعلان الجزائر قبل عام، وما قالته القمم السابقة، لا سيما فيما يخص القضية الفلسطينية التي هي موضع اهتمامي ومتابعتي للقمة.

القمة أكدت على مركزية القضية الفلسطينية للدول العربية، وأكدت على تمسك الدول العربية بالمبادرة العربية للسلام، وبقرارات الشرعية الدولية، وبحق الأردن الخالص في رعاية المقدسات في القدس، وأكدت على دعم فلسطين لنيل عضوية كاملة في الأم المتحدة، وحقها في الانضمام للمؤسسات والاتفاقات الدولية، وطالبت المجتمع الدولي بالعمل على تنفيذ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية.

هذه القرارات جيدة على المستوى النظري، ولكنها بلا أسنان، وبلا أليات تنفيذ، وبلا مواقيت، وهي مكررة تكررت في القمم العشرة الأخيرة، ولأنها نظرية لا عملية لا تكاد تجد اهتماما بها من الشعوب، ولا من المحللين. القمة عقدت اجتماعها، وأنهت اجتماعها، ولم تحظ بربع اهتمام الشعوب بالانتخابات التركية؟!.

إذا كانت القمم العربية تكرر نفسها في الشأن الفلسطيني، فهل العيب في القمة ذاتها، أم العيب في حالة الضعف العربي الذي لا يملك حلا لمواجهة الاحتلال والحفاظ على القدس عربية؟!!

إن كان العيب في الحالة العربية فعنوان القمة تضمن:

(التجديد والتغيير) وهوا يشير لمعرفة عربية جيدة بالحالة العربية، ولكن مخرجات القمة لم تتوافق مع العنوان، حيث لا تجديد ولا تغيير.

الحالة العربية المسكون بالضعف والعجز بقيت على حالةا مع أنها تحتاج بكل تأكيد للتجديد والتغيير.

ولست أدري لماذا فشلت القمة في قيادة التغيير والتجديد على مستوى القضية الفلسطينية على الأقل.؟!