د. يوسف رزقة

مقالات

د. يوسف رزقة يكتب: متى تدفع بريطانيا الثمن على جريمتها؟!

By د. يوسف رزقة

November 01, 2021

«تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي،

وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية،

على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية

التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين،

ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر».

لا تنسوا النص السابق؛

هذا نص «وعد بلفور» الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور،

وزير خارجية بريطانيا بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد  اليهودي ليونيل والتر دي روتشيلد،

يشير فيها لتأييد حكومة بريطانيا لإنشاء «وطن قومي لليهود» في فلسطين. وذلك قبل (١٠٤) سنة.

وكانت حكومة بريطانيا قد عرضت نص تصريح بلفور على الرئيس الأمريكي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره،

كما وافقت عليه كل من فرنسا وإيطاليا رسميا سنة 1918.

الصراع لا زال متواصلا

سنون عجاف، عددها اليوم (١٠٤)، والشعب الفلسطيني لا ينسى ٢ نوفمبر ١٩١٧م،

ولا ذلك الوعد المشئوم، الذي أسس للنكبة الفلسطينية،

ومن ثمة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي لا زال متواصلا وساخنا حتى يومنا هذا،

ولا أظن أن الأجيال القادمة ستنسى هذا اليوم، بل ربما تكون أكثر تمسكا بحق العودة والوطن ورفض الوعد،

وتجريم حكومة بريطانيا لإعطائها وعدا هي لا تملك رقبته ليهود لا حق لهم في دولة في فلسطين؟!

غدا تخرج الأجيال الشابة الفلسطينية في غزة وربما الضفة والشتات أيضا في مظاهرات شعبية تنديدا بالوعد، وبدور بريطانيا في نكبة شعبنا.

نعم، قد لا تحرر المظاهرات الأرض، ولكنها تنعش ذاكرة الأجيال بحجم العدوان البريطاني الصهيوني،

وما ترتب عليه من مآسي ما زالت لليوم تأكل من جسد فلسطين، ومن اللحم الفلسطيني الحيّ؟!.

الصراع (الفلسطيني الإسرائيلي) لن ينتهي رغم حالة التطبيع العربي مع العدو الإسرائيلي،

وخروج بعض أنظمة الحكم العربي من الصراع، ومن استراتيجية التحرير، لا يهدم هذه الاستراتيجية ما تمسك بها الفلسطيني،

وأحسب أن جلّ الفلسطينيين يتمسكون بالحق في التحرير،

وإن اتفاقية أوسلو كانت خطأ وقع فيه بعض المتعجلين، من الذين يأسوا من النظام العربي، وخنعوا لقوة جند العدو،

وهم في الحقيقة الإيمانية جند ضعيف مخذول،

وقد أثبتت ضعفه المقاومة الفلسطينية مرات عديدة، وكذا الجيش المصري في الأيام الأولى من حرب أكتوبر١٩٧٣م.

بعد مائة وأربع سنوات يمكن أن نقول تألمنا فيها كثيرا، ولكنا اليوم نحن أقرب إلى التحرير، والعدو أقرب للزوال،

وسيأتي اليوم الذي يتمكن فيه الفلسطيني من تدفيع بريطانيا ثمن وعدها ونكبتنا،

وإذا كان اليهود قد تقاضوا الثمن من ألمانيا على جرائم النازية،

فإنا على طريق تقاضي الثمن من بريطانيا، وذلك حين نستعيد أنفسنا ووطننا. وما ذلك على الله بعزيز.