افرح بجد.. ولا تسمع لهم

افرح بجد.. ولا تسمع لهم

تفكّرت؛ لماذا شرع الله لنا العيد؟!..

أو ما هي حكمة العيد؟!..

من وجهة نظري- وبالتأكيد هناك حِكَم أخرى- أن من حِكَم العيد:

الفرح

نعم لكي نفرح.. نفرح بجد.. من قلوبنا وليس تكلف الفرحة.. مهما كانت قسوة الأحداث وخطوب الزمان..

فلا تسمع لمن يحبون اجترار الأحزان والتذكير بالموتى في الأعياد.. ومن يعشقون قولة المتنبي:

                   عِــيــدٌ بِــأَيَّــةِ حَــالٍ عُــدْتَ يَـا عِـيـدُ

فإنه قال ذلك عندما خرج من مصر حزينا بعد الذي كان بينه وبين كافور الإخشيدي..

وقد كان يؤمل من وراء التقرب إليه مُلكا وجاها، ولكنه خاب سعيه، وصادف خروجه من مصر يوم عيد.. فقال قصيدة حفظ الناس منها شطر البيت الأول هذا..

منه لله المتنبي ومنه لله اللي زعله..

ومن حِكَم العيد:

ومن حِكم العيد، دفع السآمة والكآبة والملل؛ لأن الله يعلم ما يصيب الإنسان من سآمة وكآبة وملل.. (ألا يعلم من خلق).. فشرع لنا ما يدفع السآمة ويزيل الكآبة والوحشة بهذه الاعياد..

ومن حِكَم العيد:

أن الله جل وعلا يعلم أن من يساكنوننا الأرض ويجاوروننا في كل مكان من غير المسلمين لهم أعيادهم ولهوهم..

فشرع لنا ما يكون فيه من اللهو المباح واللعب المباح.. فنفرح بشرعتنا.. ويعلم هؤلاء أن في الإسلام فرحا ولهوا مباحا ولعبا مباحا.. (لتعلم يهود المدينة أن في ديننا فسحة)..

ومن حِكَم العيد:

أن العيد موسم للتواصل والتزاور والبر وصلة الأرحام وتبادل التهنئة والمودة والهدايا وإظهار البشر والتواد والتراحم والتسامح وقطع المشاحنات وإنهاء الخلافات..

ومن فضل الله أن جعل لنا العيدين؛ الفطر والأضحى بعد مواسم طاعة وعبادة.. فكان عيد الفطر بعد صيام شهر رمضان..

وعيد الأضحى في نهاية هذه العشر الفاضلة وبعد الحج وربطه بأيام منى الثلاثة وهي (أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى)..

افرحوا بالعيد رحمكم الله..

واشكروا ربكم على عظيم فضله وكرمه.. 

وكل عام وحضراتكم بخير وصحة وعافية وسعادة

وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال..