الأخبار

رسالة لأهل الهند

By د. محمد عمارة

March 14, 2019

رسالتي لأهل الهند (خاصة في هذا الوقت الذي اقتربت فيه انتخابات الرئاسة، وكانت الحكومة الفاشية التي حكمت السنوات الماضية قد أشعلت نيران العداوة بين الأديان والطبقات المختلفة، وبرزت موجة تطرفية هندوسية من قبل الفاشية ضد الأقلية المسلمة)

 

أقول لأهل الهند :

 

إن الحضارة الإسلامية منذ فجر تاريخها هي “حضارة شرقية”.. ولقد كان الإسلام، في التاريخ الهندي، صفحةً زاهرةً في الحرية الدينية والنهوض الحضاري ..

 

وإن الغزو الغربي للهند هو الذي زرع الشقاق بين “المسلمين” و”الهندوس” .. وإن استقلال الهند وتقدمها يحتاج إلى بعث تراث المهاتما غاندي [1308- 1367 هـ / 1869- 1948م] وتراث مولانا أبو الكلام آزاد [1305- 1377 هـ / 1888- 1958م] .. فهذا التراث هو الذي يضع الأولويات في المواجهة للتحديات، ويُنقذ شبه القارة الهندية من “التعصب الأعمى” الذي يجعل بأسنا بيننا شديداً .. وإنَّ لنا لعِبْرَةً في التاريخ البائس لكل “الحركات العنصرية” (الفاشية والنازية والعنصرية الاستعمارية) التي كانت وبالاً على شعوبها في كل البلاد على امتداد التاريخ ..

 

وإن تسانُدَ الحضارات الشرقية – وفي مقدمتها الهندية والإسلامية- إنما يفتح الأبواب الواسعة أمام الوحدة الوطنية لكل قوميات الهند ودياناتها ..

 

إن الإسلام – الذي تَدين به رُبع البشرية- يعلن من خلال قرآنه الكريم هذا الشعار الإنساني الذي يقول : “والأرضَ وَضَعها للأنام” [الرحمن 10] .. وانطلاقاً من “فلسفة هذا الشعار” فإن الهند تَسَع كلَّ الهنود، بدياناتهم وفلسفاتهم ومذاهبهم ولغاتهم المتعددة ..

 

فالحذر كل الحذر من التعصب والعنصرية والفاشية، ومن صنيعها البائس الذي شَقِيَتْ به الإنسانية على مر التاريخ.