سيف الهاجري

مقالات

سيف الهاجري يكتب: فتنة النموذج التونسي!

By سيف الهاجري

September 01, 2022

يتباكون على نموذج تونس الديمقراطي مع أنه تشكل في اتفاق باريس عام ٢٠١٣ بين السبسي والغنوشي برعاية فرنسية أمريكية، وتمت هندسة هذا النموذج الوظيفي ليعيد تأهيل رجال بن علي لتولي السلطة وهذه المرة باسم الثورة!

وهذا الاتفاق جاء ليعيد التوازن للمشهد في تونس بعد اختلاله عام ٢٠١١ بسبب الثورة وهذا ما قاله صراحة رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي في مقاله

«لقاء باريس: الدروس والتحديات والآفاق»

(لقاء باريس.. هيأ لحزبي النهضة والنداء سبل النجاح في قيادة الحياة السياسية نحو التهدئة بوجود حزبين كبيرين لهما قدرة على تأطير الشارع وإحلال التوازن الذي اختل بعد انتخابات أكتوبر 2011)

وهذا اعتراف صريح من الشيخ الغنوشي برؤية حركة النهضة للمخرجات السياسية التي تمثل الثورة عام ٢٠١١ بأنها اختلال للتوازن السياسي القائم أي الواقع السياسي المستبد الذي ثار عليه الشعب التونسي.

واليوم بعد عقد من اتفاق باريس انتهت صلاحية نموذجه السياسي الوظيفي وجاء نموذج سياسي جديد وكلاهما باسم ثورة الشعب، والشعب التونسي لا ناقة له ولا جمل في هذه الترتيبات السياسية التي تعقد صفقاتها في باريس وواشنطن وتنفذ في تونس وقرطاج!

هذه هي الحقيقة التي غيبت في ركام من تضليل يمارسه جماعات ونخب وظيفية لإيهام الشعوب بأنهم جزء من الثورة والربيع العربي وحقيقتهم كما في الحديث الذي رواه الترمذي

((يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ، يَقُولُ اللَّهُ: أَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئِونَ! فَبِي حَلَفْتُ، لَأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانَ))

فما أعظم فتنة هؤلاء الذين لبسوا على أهل الإسلام دينهم حتى جعلوا كل اتفاق يعقد في عواصم الحملة الصليبية هو من السياسة الشرعية ومقاصد الدين في حفظ النفس والمال والحقيقة هي أن الشعوب هي من تدفع الثمن فأبنائها الأحرار إما مقتول أو منفي أو مسجون وثرواتها تنهب كل هذا باسم الإسلام والثورة فما أعظمها من فتنة فعلا!

‏ ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾