صفوت بركات

الأخبار

الثعلب والثعبان.. والثور الهائج

By صفوت بركات

September 11, 2020

هل يسقط الثور الهائج وبأي حربة وقد تأهب لها حراب متعددة أم يموت بلدغة ثعبان وتبدأ حرب أهلية بأمريكا وقد بلغ الانقسام بها ذروته وسيكون أي تعثر شراراتها.

 

كنت تساءلت قبل ثلاث سنوات؛ هل يتم الثعلب مكره ودهائه بدفع الثعبان للتصلب والتحدي أكثر من اللازم  في مواجهة الثور الهائج  ليتم له ما أراد؟

 

وقلت وقتها؛ في يوم من الأيام قال الثعلب لسركوزى لا تتكلم بهذه النبرة معي مرة أخرى حتى لا أهشم رأسك وعليك أن تطيعني لأجعلك ملك على أوربا.. وتساءلت: هل فعلا بوتين طامع في ملك أوربا وأن يكون قيصرها  الحقيقي؟

 

وأجبت عن السؤال بالآتي: يبدو أن هذا اقرب إلى التحقق بأسرع ما يمكن أن يتخيله عقل.. فمن تابع تهديدات ترامب لإيران وردود إيران على ترامب لا يشك في أن الطرفين قد تجاوزا فعليا  على الأقل كلاميا كل المراحل التي تسبق أي تصعيد فعلى ولم يعد بالإمكان لأي طرف من الطرفين التراجع.

 

بيد أن الغبي القابع في البيت الأبيض والثور الهائج والذي لا يدرك  مآلات الأمور سيهدى بوتين أوربا بلا ثمن، من حيث لم يشأ هذا، ولم يخطط له، فروسيا تدفع إيران وتسلحها كما فعلت مع صدام لتدفع إيران في استنزاف أمريكا وكل حلفائها في المنطقة، مستندة على مرجعيات دولية من «خمسه + واحد» النووي وهو يجعل موقفها صلب مما سيجعل تمزيق الاتفاق النووي أمر منفرد من أمريكا ولن توافق عليه الصين ولا روسيا ولا بريطانيا وفرنسا ولا ألمانيا.

 

وهو ما سيجعل العقوبات الاقتصادية لإيران غير فعالة وهى من كرست كل قوتها تحت العقوبات  وخاصة مصالح أوربا في الاتفاق أكبر من مصالح أمريكا حتى لا يتوقف ضخ الغاز والنفط من  مضيق هرمز والخليج وتتحكم روسيا في أوربا بتمويلها بالغاز الروسي فتصبح أوربا تحت رحمة بوتين وهو ما يجعل بوتين داعم قوى لإيران إلى حين كما فعل لاتحاد السوفيتي مع صدام لنفس الغاية وتخلى عنه في أخر للحظة وتركه يواجه مصيره منفرد.

 

فهل يتخلى بوتين عن إيران بعد أن يدفع ترامب لضرب إيران فعليا  فيتم لها ما أراد وتقع أوربا في قبضته مع تنامي اليمين المؤيد له. أم تحول بريطانيا وفرنسا وألمانيا بين ترامب وإيران وتمنعه من هذا ولا تتعاون معه وتنبهه باللعبة بوتين.. أم تنتصر إسرائيل والسعودية والمحافظين الجدد بالبيت الأبيض بدفع ترامب لارتكاب حماقة  ينفرد بوتين بنصف العالم فعليا بعدها.

 

أم يستبق الثعبان بلدغاته في أماكن متعددة  تجعل التفكير في الحرب مستحيل كما فعل بالمارينز ببيروت وقتل ما يزيد عن 200 جندي مارينز في عملية واحدة بواسطة أحد رؤوس الثعبان حزب الله أو يلدغ في أماكن أخرى وهو على ذلك قادر ولديه الخبرة وربما تعاون مع غير تلك الأدوات القديمة والمحسوبة عليه من الجماعات السنية والتي ترى في هذا الدعم فرصة وفى الفريسة ما تستحق وخاصة بعدما وثقت علاقتها بـ«طالبان أفغانستان» ودعمتهم بعلاقات مع الصين لتامين طريق الحرير القديم وللصين ثأر مع أمريكا بإسقاط الطائرة الماليزية والتي كانت بها معدات متقدمة التقنية أمريكية في قبضة طالبان مرسلة من طالبان للصين  لتفكيكها والاطلاع عليها.

 

وهل الصين الطامعة في سيادة العالم ستسمح لأمريكا وترامب بارتكاب حماقة تقوى من موقف بوتين والذي تدعمه الصين كأداة خشنة فقط ولا تؤمن بأحقيته بالقطبية وإنما تعد روسيا كأحد حواريها في المستقبل بحكم وزن الصين الاقتصادي العالمي.

 

أم تسمح الصين بتوريط أمريكا في الشرق الأوسط لتلتهم كل بحر الصين الجنوبي وتفاقم من جراح أمريكا التي ستستقبل رئيس وزراء اليابان قبل أن تعيد أمريكا انتشار قواتها ببحر الصين الجنوبي وتؤدب ترامب على خرقه الاتفاقات القديمة في شأن الاتصال بتايوان كأحد المناطق التي لم تعترف الصين لها بالاستقلال بعد.

 

والخلاصة كل الاحتمالات مفتوحة ولكن مع كل الاحتمالات فإن التمويل سيكون عربيًا وعلى حساب العرب والخليج  فهم الخاسر الوحيد لأن أوربا لن تتعاطى مع ترامب ولن تدعمه في حال الحرب لأنها فعليا ليس لديها فائض قوة ولا فائض اقتصاد وتعانى، داخلها أزمات معقدة ومركبة وفى عام تجديد الحكومات في الأربع دول الكبار.

 

فهل يسقط الثور الهائج وبأي حربة وقد تأهب لها حراب متعددة أم يموت بلدغة ثعبان وتبدأ حرب أهلية بأمريكا وقد بلغ الانقسام بها ذروته وسيكون أي تعثر شراراتها..  ربما.