تعذيب المسلمين في جوانتانامو

أمة واحدة

ضباط بالجيش الأمريكي: وسائل تعذيب المسلمين في جوانتانامو مصدر عار لأمريكا

By حسن الأثري

November 02, 2021

انتقد سبعة من كبار الضباط الأمريكيين العاملين في هيئة محلفين عسكرية التعذيب الذي قامت به وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي أيه” في حق سجين مسلم في معتقل جوانتانامو ووصفوه بأنه “وصمة عار في النسيج الأخلاقي لأمريكا”.

وتدين رسالة المطالبة بالعفو الصادرة عن معظم أعضاء اللجنة والتي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، معاملة ماجد خان.

ويعترف خان بأنه عمل ساعيا لدى تنظيم القاعدة، وهو محتجز منذ القبض عليه في باكستان عام 2003.

وكانت شهادته الأولى من نوعها لمعتقل محتجز في موقع خارجي لوكالة المخابرات المركزية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001.

وأدلى بشهادته الأسبوع الماضي بشأن مزاعم سوء المعاملة بما في ذلك الضرب والإيهام بالغرق والتقييد بالسلاسل في الظلام.

وقال إنه “كلما تعاونت أكثر، كلما تعرضت للتعذيب” في حجز المخابرات المركزية. وقال إنه استمر في اختلاق الأكاذيب من أجل استرضاء المحققين.

ونشأ خان في باكستان وانتقل إلى الولايات المتحدة في سن السادسة عشرة. وقال إنه كان “طفلا صغيرا وسريع التأثر وضعيفا” عندما تم تجنيده في التنظيم، والآن يبلغ من العمر 41 عاما، ويقول إنه يرفض كلا من القاعدة والإرهاب.

وقال محاميه إن موكله تعرض “لأعمال تعذيب شنيعة وحقيرة” في الحجز على الرغم من تبادل المعلومات مع مسؤولي المخابرات الأمريكية منذ بداية اعتقاله.

وقرأ خان بيانا من 39 صفحة أمام جلسة استماع في قاعدة خليج غوانتانامو البحرية في كوبا الأسبوع الماضي.

ووصفت شهادته مواقف مهينة في مواقع عدة حيث جُرّد من ملابسه، وظل مغطى الرأس وأجبر على الخضوع لإجراءات معينة بما في ذلك الحقن الشرجية. كما وصف حالات الحرمان من النوم والتغذية القسرية والتعليق بالسلاسل من قبل المحققين.

ويعكس الكثير مما وصفه نتائج تقرير رئيسي صدر في عام 2014 تفحص برنامج الاستجواب التابع لوكالة المخابرات المركزية.

وحُكم على خان بالسجن 26 عاما، وهو الحد الأدنى من تخفيف العقوبة، الأسبوع الماضي بعد اعترافه بالمساعدة في مؤامرات القاعدة عام 2002.

لكن في رسالة تطلب العفو، قال سبعة من أعضاء هيئة المحلفين العسكرية الثمانية إن معاملة خان “لم يكن لها قيمة عملية من حيث المعلومات الاستخباراتية، أو أي فائدة ملموسة أخرى لمصالح الولايات المتحدة”.

وأضافت الرسالة: “بدلا من ذلك، إنها وصمة عار على النسيج الأخلاقي لأمريكا؛ يجب أن تكون معاملة السيد خان على أيدي الموظفين الأمريكيين مصدر عار للحكومة الأمريكية”.

وتقول تقارير أمريكية إن صفقة الإقرار بالذنب التي تستند إلى تعاون الرجل البالغ من العمر 41 عاما مع المسؤولين في الفترة التي تبعت اعترافه بالذنب في عام 2012، قد تؤدي إلى إطلاق سراحه في وقت مبكر في فبراير بعد نحو عقدين من الاحتجاز في الولايات المتحدة.

تستند الحجة التقليدية المناهضة للتعذيب إلى فرضية بسيطة: أنه لا ينجح. إذ أن المشتبه بهم يكذبون لتجنب الألم. هذا ما ذكره ضباط الجيش في رسالتهم: لم يخبر ماجد خان المحققين بشيء مفيد.

لكن كما يعلم المؤرخون العسكريون وصناع القرار، فإن التعذيب ينجح أحيانا.

قال دينيس بلير، المدير السابق للاستخبارات الوطنية للرئيس أوباما، إن هذه الأنواع من الاستجوابات يمكن أن توفر “معلومات ذات قيمة عالية”؛ فيما قال مسؤولون أمريكيون سابقون آخرون إن الاستجوابات ساعدت السلطات الأمريكية على تطوير فهم أفضل لهيكل القاعدة.

ومع ذلك ، قدم ضباط الجيش حجة أخرى في رسالتهم، وهي حجة لها وزن أكبر: لقد اعترضوا على التعذيب لأسباب أخلاقية. هذا يعني أنه حتى لو نجح التعذيب، فهو أداة مستهجنة أخلاقيا.

واتخذ الضباط خطوة مهمة نحو تسوية حساب الماضي، وجعلوا من غير المرجح أن يكرر المسؤولون الأمريكيون هذا الخطأ في المستقبل.