عبد المنعم إسماعيل

الأخبار

قراءة هادئة لعشرية ماضية

By عبد المنعم إسماعيل

January 31, 2021

قراءة هادئة لعشرية ماضية (٢٠١١-٢٠٢١).. أخطر ما في المشهد بعد الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١م:

سعى المتربصون بالأمة لتفكيك الكتل الصلبة فيها وتحويلها لجزئيات سائلة يمكن تطويعها لخدمة اليمين أو اليسار حسب كل رؤية سواء إسلامية أو علمانية.

تفكيك الكيانات

تفكيك الكيانات التي تحفظ بقاء الأمة أمر خطير جداً لأن الغرب متربص بالأمة لاغتنام حالة السيولة لصناعة مستقبلات المحن والتنازع والفشل.

 

السعي لهدر قيمة رموز الأمة بشكل عام و علماء الشريعة الإسلامية بشكل خاص حال دمجهم مع الكيانات الحزبية السياسية المستقلة تماماً حول فكرة الغاية تبرر الوسيلة والمتبنية للفكر الميكافيلي في التفكير يميناً أو يساراً موالاة أو معارضة.

 

– كثرة التسويق لفكرة الفصل بين علماء الشريعة وفهم الواقع المعاصر لوضع الأمور في أيدي أهل الثقة بعيداً عن أهل الخبرة.

 

كثرة المدح للعقلية العلمانية وشيطنة العقلية الإسلامية بعد اختزالها في فصيل محدد يتم تشويهه ليتم السعي لإضعاف  الإسلام تباعاً

الترويج لفكرة الشيطنة

الترويج لفكرة الشيطنة الكاملة لكل طرف ثاني يخالف الطرح الآخر  المعاصر حيث أصبحت مجرد فكرة الثورة دين مهيمن على الجميع وبل تعتبر احد أركان الإيمان كما الإمامة عند الشيعة ولا حول ولا قوة إلا بالله وكأن الأمة قبلها كانت في جاهلية كاملة وهذا خلل في الفهم.

 

ترويج الإشاعات الهادمة لهيئات كبار العلماء في مصر وبلاد الحرمين لتدمير البنية المجتمعية لحصون الأمة عامة والعلماء والدعاة الموجودين بحجة عدم الولاء والنصرة لمظلوميتهم كما يفهموها.

 

– تناسي منهجية استشارة العلماء قبل الحدث وجعل الحدث حاكم لعقل العالم ومٌطَوِع لفهم الدعاة وطلاب العلم للشريعة والواقع.

 

اعتماد نظريات المنطق الفلسفي في قراءة أولويات المشهد السياسي لتركيب أحكام بعد تثبيت مفاهيم خاصة لجعل الواقع قضية كفر وإيمان وليست قضية خلاف  سياسي على أمر معين .

 

توظيف انحراف المخالفين وقراءة واقعهم والنظر إليهم وكأنهم مخالفين في العقيدة لمجرد الخلاف السياسي.

 

اختزال الجنة والحلال والحق في اجتهادات المؤيدين واختزال النار والحرام  والباطل  في عقول المخالفين أينما كانوا  يمينا أو يساراً.

 

هل هذا خطاب إسلامي وهل يجوز التعرض لمقام النبوة على صاحبها الصلاة والسلام بمثل هذه العبارات؟

لو كان النبي موجود في ٢٥ يناير لكان أول المؤيدين.

 

من يقود من؟!

 

يجب أن نعلم أن الإسلام دين يدعو لعبادة الله وإخراج البشرية من الظلمات إلى النور  ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

الإسلام يربي جيل  إصلاحي للفساد ويرتبط هذا الإصلاح بمنهج رباني وقواعد اصولية فقهية بعيداً عن مراد الجماهير وميولهم السياسية.

 

ماذا لو لم تكن الثورة في ٢٥ يناير؟

 

هل كانت الأمة في جاهلية تامة حتى جاء الحدث العظيم؟!

 

الذي أراه بعقلي القاصر أن الحدث أيقظ في الأمة الشعور بالوجود الكوني  بين الأمم. لكننا لا نعطيه أكثر من كونه حدث حتى لا نغالي فيه ومن ثم تكون عقولنا مهيأة للانحراف والانجراف يميناً أو يساراً.

 

أعظم إشكاليات الرؤية للحدث وتفسيره:

محاولة تفسير الدين والواقع من خلال قادة  الأحزاب والجماعات والتجمعات السياسية بما ينتصر لرؤية مجالس الإدارات سواء إسلاميين أو علمانيين  وكأن أصحابها أهل عصمة ومن خالفهم دخل النار أو ارتكب كفراً لا يقبل التأويل ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

تجاهل وسع الأفراد وطبيعة الواقع الدولي ومتوالية الولاءات والمصالح أمر تسبب في عشوائية التصريحات والعلاقات والصدامات الناتجة عن همجية الإعلامي والناطق الرسمي بفصيل معين أو محدد.

 

محاولة القفز عكس السنن الكونية الربانية وتجاهل قانون السببية وعدم القراءة الاستشرافية للواقع المعاصر والمستقبل القريب أو البعيد.