تقارير

عودة العلاقات الخليجية اللبنانية.. هل تعيد بيروت إلى الحضن العربي؟

By أبوبكر أبوالمجد

April 09, 2022

مرت العلاقات اللبنانية الخليجية بحالة من الجفاء أدت إلى سحب كل من السعودية والإمارات والكويت لسفرائهم، ووصلت العلاقات بين لبنان والخليج بعد هذا التوغل الإيراني في لبنان، وممارسات حزب الله المعادية للسعودية والتحالف العربي في اليمن، واختتمت بتصريحات وزير الخارجية اللبناني، شربل وهبة، في مايو، والذي قال في مقابلة مع شبكة “الحرة” التلفزيونية: “دول المحبة والصداقة والأخوة، جلبوا لنا تنظيم الدولة الإسلامية وزرعوه في سهول نينوى والأنبار وتدمر”، في إشارة إلى مناطق بسوريا والعراق استولى عليها تنظيم الدولة في عام 2014″، ثم وبعد ثلاثة أشهر وفي مقابلة مسجلة في أغسطس الماضي، وصف وزير الإعلام المستقيل، جورد قرداحي، الحرب التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن بالـ “عبثية”. وزاد على ذلك بأن الحوثيين “مقاومون يدافعون عن بلادهم”.

وقال قرداحي: “في نظري هذه الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف”.

 

وصول السفراء

.

ووصل السفير الكويتي عبد العال القناعي، اليوم، إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت وبعدها بساعات وصل السفير السعودي إلى لبنان وليد البخاري.

 

وكانت وزارتا الخارجية السعودية والكويتية أعلنتا مساء الخميس عودة سفيري بلديهما إلى لبنان، في إشارة إلى انتهاء الأزمة التي اندلعت على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي حول الحرب في اليمن.

 

بيان السعودية

الخارجية السعودية وفي بيان لها، شددت على أهمية عودة لبنان إلى عمقه العربي لافتة إلى أن عودة السفير السعودي إلى لبنان وليد البخاري، جاءت استجابة لنداءات القوى السياسية المعتدلة في لبنان، وتأكيداً لما ذكره رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي من التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة، ودول مجلس التعاون الخليجي، ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، وفق البيان السعودي.

ردود الفعل

وتعليقاً على القرارين الخليجيين، عبّر رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي عن تثمينه لخطوتي السعودية والكويتية مؤكداً أنّ لبنان يفخر بانتمائه العربي ويتمسك بأفضل العلاقات مع دول الخليج التي كانت وستبقى السند والعضد، بحسب ميقاتي، كما خصّ بالشكر وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح على الجهود التي بذلها لعودة العلاقات اللبنانية- الخليجية الى صفائها وحيويتها.

 

كذلك رحّبت وزارة الخارجية اللبنانية بعودة السفير الكويتي إلى لبنان وأشارت في بيان إلى أنها “تقدّر عاليا الجهود كافة التي بذلتها الدبلوماسية الكويتية لمد الجسور والتواصل مع الأشقاء في دول الخليج”، بحسب البيان.

كذلك، رحب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان بقرار وزارة الخارجية السعودية عودة السفير وليد بخاري، وبقرار الحكومة الكويتية عودة سفيرها عبد العال القناعي إلى لبنان وقال في بيان: “إن قرار العودة الخليجية العربية يؤسس لمرحلة جديدة من الأمل والثقة بمستقبل لبنان العربي الهوية والانتماء والمتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية الشقيقة، والتزامه تحقيق الإجراءات المطلوبة استجابة وتجاوبا مع المبادرة الكويتية الخليجية”.

 

عودة الدفء

 

يرى مراقبون أن هذه الخطوة هي صفحة جديدة في العلاقات بين لبنان ودول الخليج، إلا أن متابعين آخرين اعتبروا أن هذه العودة لا تعني بالضرورة انتهاء الأزمة كليا مع لبنان، ومن ثم هناك تجاذبات ستظل قائمة بين العرب من ناحية وإيران من ناحية أخرى، وعلى اللبنانيين أن يقرروا ماذا يريدون؟