(كنتُ قد أسمعتها أستاذنا فضيلة الدكتور العلامة: “محمد عمارة”.. صوت الحق فى زمن الهوان، رحمه الله، وعن أمته بالخير جزاه)
الشاعرة: محبوبة هارون
….
هو الإسلامُ كم رامَ اندثارَه = عدوُ الحقِّ صَبَّ عليه نارَه
على الإسلامِ أَعلنها حروبًا = بجهلٍ منه لا يُخفِي سُعَارَه
فزورًا ألبسوه الظلمَ ثوبًا = وبالإرهابِ قد وصموا ديارَه
وإنَّا ما جحدنا أي دينٍ = ورسْلُ اللهِ نعلمهم منارةْ
حقوقُ الناسِ فى الإسلام أصلٌ = كرامتُهم عهدناها شعارَه
إذا الذِّمِّىُّ عانى بين قومي = هلاكُ القوم كان لهم بشارةْ
فكيف اليوم طفل جوّعوه = ولا يدري؛ أهم رامو احتضارَه ؟
ولا يدري سوى يومٍ يداه = على المحتلِّ قد ألقت حجارةْ
فأين العدلُ والغربُ ادّعاه = بلاد الرافدين جنتْ ثمارَه
وَسَل (كابول) و(السودان) يحكي = وسَل بيروت عن تلك الحضارةْ
هو الإسلامُ من جحدوه حقدًا = وقد مكروا وقد فرضوا حصارَه
فمن للدين غيرُ العلمِ سيفًا = وجُندُ اللهِ قد جابت بحارَه
أسودٌ تفتديه بكل غالٍ = وتحرسه ترُدُّ له اعتبارَه
وفارسنا كأُسْدِ الله نُبلًا = يظلُّ الدينُ غايتَه مسارَه
بمحرابِ التُّقَى والعلمِ أمضَـى = دهورًا لم تصاحبَها خسارةْ
فنورُ الله هَيَّأهُ لبعثٍ = لمثل (محمدٍ) تكفى إشارةْ
حباه اللهُ فكرًا ليس يَخفَى = فأهدانا من الفكر العصارةْ
على المأفون والأفاكِ يهوِي = ويعلنُ عندها بدءَ الشرارةْ
فيطرح حجةَ البهتانِ أرضا = لتُبصرَ أعينُ الدنيا عوارَه
سليلُ العلمِ طودٌ كالغزالي = تربّع في الثُريا عن جدارةَ
وشيخ شيوخنا (القرضاوى) حُبًّا = يباركه ويُلبسه سوارَه
(قُمَيْحَةُ) صِنوهُ عِلمًا وحِلمًا = يداعبه ولم يُخْفِ انبهارَه
وكوكبةُ من العلماء تأْسَى = غيابُ الأمِّ أَشبعَهم مرارَه
فمصر اليوم قد عَقَّتْ بنيها = وهُم حصنُ الأمانِ وفى الصدارةْ
ومصر اليوم قد باعت أخاها = تُعين عليه لم تحفظ جوارَه
فمن بالخزيِ قد أَدمَى قلوبًا = ومن للخزي قد أعلى جِدارَه
وكان الشعرُ عَنِّي قد تَولَّى = وبات الصمتُ مبلغَه قرارَه
توارى بعد أن عانىَ شحوبًا = وكلُّ أحبتي شهدت فِرارَه
رجوتُ الشعرَ يُسعفني فإني = جعلتُ القلبَ مسكنَه ودارَه
وفارسُنا يُحيلُ الحرفَ روحًا = كغيثٍ عمَّ دوحتَه وزاره
إذا بالشعر مبتسما يُلبىّ = يَجيءُ إليه ركضًا فى مهارةْ
فتلك حروفُه اهتزتْ سقاها = ربت توًّا قد ازدادت نضارةْ
فهامَ الشعرُ صاغ الدرَّ تاجًا = وأحنى الرأسَ بين يَدَيْ(عمارةْ)