فاروق جويدة

قالوا وقلنا

فاروق جويدة: مصر فقط كان ينقصها قرار سليم ورأى صائب!

By الأمة متابعات

August 28, 2017

فاروق جويدة

يقول الكاتب والشاعر المصري فاروق جويدة في مقال الأهرام: لم أصدق يوما كل ما يقال عن أن مصر دولة فقيرة في مواردها, لأنني كنت ومازلت أعتقد أن المحروسة من أكثر بلاد العالم ثراء، والدليل أنها رغم كل ما تعرضت له من مظاهر النهب والفساد من بعض أبنائها ومن الوافدين إليها مازلت تعطى وتمنح بسخاء .

مصر يا سادة ليست فقيرة وعندي من الشواهد والدلائل ما يؤكد ما أقول .. أن مصر فقط كانت تنتظر حكما نزيها، وأياد نظيفة، وسلطة تخاف الله في شعبها .. إن مصر فقط كان ينقصها قرار سليم ورأى صائب وشعب يعمل ..

إن مصر التي أعطت للعالم كله جزءا مهما من تاريخ حضارته وتفوقه وإنجازاته كانت دائما مطمعا لحشود الاستعمار والمستغلين والأفاقين من أبنائه

ثم ظل يعدد ما تتميز به مصر من خيرات ونعم مثل البحار والآثار والشباب  كقوة  وخيرات الرمال والثروات والمعادن الخ

ولا ينسى مجاملة النظام بقوله: وحين يدعو الرئيس السيسى المصريين للتمسك بالأمل في صياغة مستقبل أفضل فهو يدرك أن مصر بالفعل دولة غنية أسئ استخدام ثرواتها ومواردها..)

ونقول:

نوافق الكاتب على ما يقوله في أن مصر تتعرض للنهب والفساد طيلة عقود من السرقة

ومن أكبر الأسباب لذلك بالطبع ما أشار إليه من أن مصر تنتظر فقط حكما نزيها وأياد نظيفة

وما نتحفظ عليه ابتداء قوله ” فقط كانت تنتظر ” وكأن الأمر يبدو هينا وهو في حقيقته عظيم

فأنى يتكون القرار السليم أو الرأي الصائب إلا نتاجا لمنظومة متكاملة من النزاهة والشفافية والإرادة الحرة والتربة على إحقاق الحق وإبطال الباطل والتربية على احترام السبل الناجحة لاحترام الإرادة ومن ثم لاتخاذ القرارات الناجحة

بدليل قوله لاحقا ومعددا مظاهر الفساد: أين المشروعات التي بيعت والمؤسسات التي أهملت والأموال التي استبيحت؟ هل أحد يعلم فينا أين تسربت أموال الديون وقد تجاوزت الآن 2.6 تريليون جنيه، وما هو نصيب كل مواطن فيها وماذا أخذ منها .. أين الأموال التي أنفقتها مؤسسات الدولة على مشروعات المجارى التي طفحت علينا أمام موجة أمطار عابرة؟ أين ذهبت مشروعات مصر الكبرى في السكة الحديد وكانت يوما من أرقى المؤسسات الاقتصادية في العالم؟..إلخ ما قال

فالأمر ليس بهين إذن لأن العلاج يحتاج لنفس طويل ولتطهير كبير ولنظام راسخ علمي وإداري تتبادل القوى المختلفة فيه المشورة والخبرة

ولقد كانت فرصة مصر كبيرة للاتجاه الصحيح إن احترمت القوى المعترضة والمتنفذة في المجتمع نتائج الانتخابات ولم ينقلبوا عليها

لكنهم اختاروا استمرار النظام السابق لثورة يناير وإعادة تدويره وتمكينه ومحاربة كمن خالفه ووقف أمامه بل وإضافة طوائف منتفعة أخرى للمشهد تنهب هي الأخرى !

لذا فكل إصلاح بخلاف العلاج الحقيقي بالبعودة للصواب والحق ومعالجة المشكلات وتنحية المفسدين  يظل شكليا  وإفراغا لماء في قربة مخروقة

لأن الإرادة الحقيقة تم تجاوزها واستبدالها بنظام مزور دعي هو جزء من المشكلة لا جزءا من الأمل