اللغة العربية

الأمة الثقافية

فوائد لغوية

By الأمة الثقافية

October 13, 2022

اللغة العربية تتسع حتى لَيصْعُبُ مع اتساعها التخطئة. فبعض العلماء يُجيزُ هذا وبعضهم يُجِيز ذاك وبعضُهم يستحبّ ذلك، فإذا أخذت بهذا أو ذاك أو ذلك فلا بأس.

ولكن متى ننتبه مهما كانت الإجازة؟

ببساطة، ننتبه عندما يكون الجائزان متناقضَين.

مثلًا كلمة “توأم”، الأصل فيها أنها مُفرَد، ومثناه توأمان. جميل.

بعضهم قال إنها مفرد، فنقول “هو توأم أخيه”، ولكن بعضهم قال إنها للواحد، وللاثنين! نقول “هما توأمان” و”هما توأم”!

هنا يجب أن ننتبه ونحكّم العقل والمنطق.

كيف تعني الكلمةُ الواحدَ والاثنين معًا؟ هل يُعقَل أن نقول “هو توأم”، و”هما توأم”؟

ولو سلّمنا جدلًا بهذا، فكيف نفهم عبارة “حضر التوأم”؟ هل حضر واحد أم اثنان؟

وإذا قلنا: “وُلد توأمان”، فهل وُلد وليدان أم أربعة؟

هذا سيفتح بابًا عظيمًا من أبواب الخطأ واللبس، يؤكّد أن الأصل أولى وأوضح، وهو أن التوأم شخص واحد، ومثناه توأمان.

كذلك فالباء مع أفعال التبديل (بدّل – تَبدَّل – استبدل – أبدل…) ومشتقاتها تدخل على المتروك. نقول “استبدلتُ بالشاي القهوة” إذا تركت الشاي وشربت القهوة. ونقول “استبدلتُ بالقضاء المحاماة” إذا تركت القضاء وعملت بالمحاماة…

ولكن بعضهم يُجيز دخول الباء على المأخوذ لا على المتروك!

طيب، إذا جاءت عبارة فيها الباء وقد دخلت على أحد الطرفين، فهل هو المأخوذ أم المتروك؟!

يقولون: “إذا كان السياق واضحًا فلا مشكلة”.

يا عزيزي، إذا كان السياق واضحًا معلومًا فيه المأخوذُ مِنَ المتروك، فلن نحتاج إلى كتابة الجملة أصلًا. والأهمّ من هذا أنه سواء أواضحًا كان السياق أم غامضًا، فلا مغزى أبدًا ولا فائدة من مخالفة القاعدة السهلة اليسيرة، أن الباء تدخل على المتروك.

والعقل المنطقي والبديهي لا يجعل الصياغة وعكسها يقولان معنًى واحدًا، لأننا في هذه الحالة لا يمكننا تصوُّر العكس، ومن ثَمّ لا يمكننا أن نعرف كيف نصوغ العكس. تَخيل معي هذا الحوار العبثي:

س: ما عكس “استبدلت الورقة بالدفتر”؟

ج: عكسها “استبدلت الورقة بالدفتر”.

س: كيف؟! أنت تقول العبارة نفسها.

ج: نعم، لأن الباء تدخل على المتروك، وتدخل أيضًا على المأخوذ، فإذا كنتَ أدخلتَها على المتروك، فأنا أدخلتُها على المأخوذ، وإذا كنتَ أدخلتَها على المأخوذ فأنا أدخلتُها على المتروك.

المصدر: صفحة نحو وصرف