نبأ ارتحالك شيخنا “الصابوني”
أذكى المواجدَ واستثار شجوني
تبكي بلادُ الشامِ .. يبكيك الورى
في كل أرضٍ فاض ماء عيونِ
يا رائدا في العلم في أيامنا
لك “صفوة التفسير” والتبيينِ
في صحبةِ القرآنِ عشت مُحلّقا
وإليك يُهدي الله فيض يقينِ
لك في ربوع الأرضِ غرسٌ مزهرٌ
تحكي الدُنا عن سعيك الميمونِ
في “مصر” يعشقك الرواق بأزهرٍ
عُلِمْتَ فيه ..وردت صفو معينِ
وب “مكة” الغراء صرت مُعَلِّما
للحق تهدي في امتداد سنينِ
“أم القرى” شهدت بهمة باحثٍ
أحيا التراث وقام بالتدوينِ
بَيّنت إعجاز الإلهِ وقد أتى
متوافقا والعلم دون ظنونِ
واخترت للتدريس أعظم مسجدٍ
وقعدت للفتيا ونصح أمينِ
ورددت عن خير الورى سهم العدا
وكشفت زيف مُدلسٍ وخئونِ
ولسائر الشُبهات جاء مُفَنِّدا
بالحق تكشف فرية المفتونِ
أمضيت عمرك داعيا ومربيا
وبذلت جهدك.. كنت غير ضنينِ
الآن نَم بعد ارتحالك سيدي
ابشر إذا ما حان وقت منونِ
ولكم دعا في الأرض من داعٍ لكم
وأسال من دمع ـ عليك ـ سخينِ
يارب نحسب سير عبدك للهدى
ولأنت خير مُكافئٍ وضمينِ
رباه فاقبل سعيه واحسن له
واشمله بالغفران يوم الدينِ
في زمرة العلماء معْ خير الورى
يحظى هناك بجنةٍ وعيونِ