(إلى جميع التائبين إلى الله، الذين حرَّموا على أنفسهم ماحرم الله، وعادوا إلى بساتين فطرتهم المباركة، إلى أفياء رضوان الله)
————————
الــحـمـدُ كــــلُّ الـحـمـدِ لـلـرحـمنِ … أوصــى بـحفظِ الـنفسِ والأبـدانِ وَحَـبا ابنَ آدمَ بالبصيرةِ والحِجى … وهَــــداهُ فــــي دنــيــاهُ بـالـقـرآنِ وأحـــلَّ فـيـضَ الـطـيباتِ لأجـلِـه … حــتــى يــعـيـشَ مُــنَـعَّـمَ الأردانِ فــي ثـوبِ عـافيةٍ وسـابغِ صِـحَّةٍ … لـيـظـلَّ فـــي حـيـويَّـةِ اطـمـئنانِ ونـهـاهُ عــن نَـتَـنِ الـمحرَّمِ إنَّـه … الـفـتَّاكُ طــولَ الـدهرِ بـالإنسانِ وبـفـضلِه أزجـى لـه الـثمراتِ مـن … حُـلوِ الـمذاقِ تـفيضُ في البستانِ فالجَنيُ من عَذْبِ الطعامِ تنوَّعتْ … ومــن الـشَّـرابِ الـدائـمِ الـجـريانِ فـعلامَ يـركضُ مَـن تـناسى فيئَها … خـلفَ الـضياعِ وباتَ في خسرانِ وانــقـادَ لـلـهَـلَكَاتِ لايــلـوي إلــى … سـوءِ الـمصيرِ و وحـشةِ الحرمانِ وأتــــى الـمُـخَـدِّرَ والــهًـا مـتـلـهفًا … يـقـتـاتَـه سَــفَـهًـا مـــع الأخـــدانِ فـالعقلُ ولَّـى والـمشاعرُ أُخْـمِدَتْ … فــي صــدرِه الـمـشبوبِ بـالنيرانِ والـنـفـسُ حــائـرةٌ تــبـدَّدَ أُنـسُـهـا … والـقـلبُ فــي قـيْـدِ الأذاةِ يُـعاني أرأيتَها في الويل إذ سَقَطَتْ على … مـسـتـنـقعِ الأوجــــاعِ والإدمـــانِ لِـمُـخَدِراتِ الـعـصرِ بــابُ خـسارةٍ … لـمـكـانةِ الإنــسـانِ فــي الأزمــانِ كــم أقـعَدَتْ مـمَّنْ تـعاطى سـمَّها … مـتـجندلا فــي قـبـضةِ الـسَّرطانِ أو حـــلَّ داءٌ فـــي حـنـايـا قـلـبِـه … فـأماتَ نـبضَ الروحِ في الشِّريانِ يـاأيُّـهـا الإنــسـانُ مــالـك لاتـــرى … آثـــارَ مـــا لـلـسُّـكرِ مـــن هَــذَيَـانِ فـالـمـالُ أتـلـفَـه الـتَّـعَـلُّقُ بـالـهوى … فـي سوقِ هلوسةِ الفتى النشوانِ أودى بـبهجتِه الـشَّقاءُ فعاشَ في … نَـكَـدٍ وفــي عَـبَـثٍ وفـي حِـرمانِ أَوَلَــم يـجـدْ هــذا الـمُخَدِّرَ عـلقَمًا … بَـشِـعًـا يُــبـاعُ بـأقـبـحِ الأثــمـانِ ! لـفـسادِ أخــلاقٍ ، وَقُـبْـحِ مـسـيرةٍ … فـــي حــمـأةِ الآثـــامِ والأضـغـانِ ويــــردُّ أمـــرَ اللهِ لــيـس بـعـابـئٍ … لِــمـآلِ نــفـسِ الــمـرءِ بـالـعصيانِ يـأتي الفواحشَ ناسيًا قيمَ الهدى … فــأمـاتَ بــعـدُ طـهـارةَ الـوجـدانِ فـكم اعـتدى جـهلا بسوءِ سلوكه … فـأتـى الـمـحارمَ كـالـعدوِّ الـجاني فـــالأُمُّ بـاكـيـةٌ تـكـفـكفُ دمـعَـهـا … والأُخــتُ تـشـكو فِـعـلةَ الـحيوانِ والــنـاسُ آذى طـيـشُـه أبـنـاءَهـم … فــأتــى لــــه ذمٌّ مــــن الـجـيـرانِ إنَّ الــمــخـدِّرَ لــلـعـبـادِ مـصـيـبـةٌ … حــلَّــتْ مـآسـيـهـا بــكــلِّ مــكـانِ فـالـمـرءُ بـــاتَ يـمـيـنُه وشـمـالُـه … مــن غـيـرِ وعـيٍ فـي يَـدِ الـبهتانِ والأُسـرةُ انْـتُهِكَتْ مـكانةُ فـخرِها … و ذوتْ فـــروعُ خـمـائـلِ الأفـنـانِ وبـها اسـتبدَّ البؤسُ يطمسُ أمنَها … لـتـعيشَ فــي قـلـقٍ بـغـيرِ حـنـانِ تـغشى الـكآبةُ والشجونُ مساءَها … والــنـومُ لايــأتـي إلـــى الأجـفـانِ إنَّ ابـنَـهـا أو بِـنْـتَـها فـــي ورطــةٍ … مـــن حــانـةِ الإدمـــانِ يـسـتقيانِ والـيومَ جـاءُ الـصُّبحُ يـحملُ توبةً … لـلـمـدمـنينَ عــلـى الأذى الـفـتَّـانِ بــعــلاجِ أيــــامٍ خَــلَــتْ ومـــودةٍ … مــن إخــوةٍ جــاؤوا بِـسِفْرِ تـهاني طـوبى لِـمَنْ تـابوا وأقـلعَ عـزمُهم … عــن عــادةٍ تــودي إلــى الأكـفـانِ يـغشاهُمُ الـتوفيقُ من ربِّ الورى … واللهُ أهـــلُ الـفـضـلِ والـشُّـكـرانِ هـاهم إلـى الـدنيا يـعودُ نشاطُهم … وتـــعــودُ فــطـرتُـهـم بــــلا أدرانِ فـرحَتْ بـهم أيامُهم وطوتْ يَدُ … … … الإقـلاعِ عـنها صـفحةَ الخذلانِ بـشـرى لـكـم جـئـتُم مـرابـعَ جـنَّةٍ … زخَّـــــارةٍ بـــالأُنــسِ والــتـحـنـانِ مع أهلِكم وصِحابكم ، ومع المنى … والـخيرِ فاضَ على مدى الأوطانِ فـالـحمدُ لـلـهِ الــذي يَـهـدي إلــى … سُــبُـلِ الــفـلاحِ ومـوئـلِ الإيـمـانِ يـعـفو ويـصـفحُ جـلَّ فـي عـليائِه … عــن تـائـبٍ يـنـأى عــن الـشيطانِ عـش فـي بـلادِك يـا أخـي متنعمًا … بــالأمــنِ والأفـــراحِ لا الأحـــزانِ وانـشـدْ لـهـا قـممَ الـمعالي مـؤمنًا … بـسُـمُـوِّ شـرعـتِـها عـلـى الأقــرانِ وانــهـض بـنـفـسِكَ لـلـمـآثرِ إنَّــهـا … لـلـفارسِ الـجـوَّاب فــي الـميدانِ وكُـــنِ الـمـنـادي لـلـرقيِّ ولـلـعلى … فــلأنـتَ سِـبـطُ الـمُـؤثِرِ الـمـعوانِ وانْـسَ الـذي قـد كـانَ أبدله الذي … قَـبِـلَ الـمـتابَ بـسـابِقِ الإحـسـانِ أحـلى لـيالي الـمرءِ يـومٌ لـم يـكنْ … يــأتــي إلــيـه تــخـاذُلٌ و تــوانـي قــــل لـلـبـريَّـةِ كــلِّـهـا إنــــي أنـــا … قـــد أُبْــتُ لـلـرحمنِ ذي الـغـفرانِ