لماذا فعل الشيخ النابلسي مع الشيخ الحويني هذا الفعل؟!

سلايدر

لماذا فعل الشيخ النابلسي مع الشيخ الحويني هذا الفعل؟!

By سمير زعقوق

January 30, 2022

أولاً:

لأنّ الشيخ محمد راتب النابلسي حفظه الله متصالح مع نفسهِ، فرمى بين قدميه كل حساب من حسابات النفس الخبيثة (هذا أكبر منك! أنت أعلم منه! يظن الناس أنه فوقك وأنك دونه!) نعم فعلَ ذلك، لأنّ نفسًا أبيّة تواقةً للمعالي متصالحة مع ذاتها، تعرف قدرها وتعلم أن توقير قدر غيرها لا ينقصها بشيء.

إنّه .. وإن سبق عمُرُ الشيخُ النابلسي عمُرَ الشيخَ الحويني فلم يرضَ لوساوس “منزلة النفس” أن تسبقه لمثل هذه الفضيلة.

ثانيًا:

لأن الشيخ محمد راتب النابلسي حفظه الله يعرف منزلة أهل العلم حقًا، ولا يعرف فضل ذوي الفضل إلا أولوا الفضل، في زمن!! آه يا زمن أضحى وأمسى السفيه يلوك بلسانه في ذمّ وانتقاص أهل العلم قديمًا أو حديثاً، حتى ليعدّ زلة العالم مسلّة للسانه! (ولكل ساقطة لاقطة) ..

أما مثل الشيخ النابلسي فيعلم أن توقير أهل العلم رفعة، وأن تقبيل يد العالم منقبة، وأنّ الناس بذلك تعرف للمقبِل تواضعًا كريمًا، وللمقبَل عليه مكانة سامقة.

ثالثًا:

لأن الشيخ محمد راتب النابلسي حفظه الله يعرف حقًا مكانة أهل الحديثِ، الذين هتفوا العلم بالعمل، وأناروا للأمّة الأمل، وما الشيخ المحدث أبو إسحاق الحويني حفظه الله إلا من أولئك القوم، فكم له من الأيادي الكريمة على طلبة العلم في العالم الإسلامي .. عرفناها بعبَراته وعِباراته .. وسمعناها بأصْواته وصَلواته   ..

وقِّرْ مشايخَ أهل العلم قاطبةً

حتَّى تُوقَّرَ إن أفضَى بكَ الكِبرُ

واخدُمْ أكابِرَهم حتى تنالَ به

مِثْلًا بمِثْلٍ إذا ما شارَفَ العُمُرُ

فاللهم احفظ الشيخين، وبصّرنا أدبهما وخلقهما، وعلّمنا ما علّمتهما.

شاهد