أصـاحبُ, أضناكَ اشتياقٌ و أحبابُ ! … فـمـا لــكَ بـعدَ الآنِ أهـلٌ و أصـحابُ
صــبـرتَ كـثـيـرًا عـــلَّ ربًّـــا يُـعـيـنُنا … عـلى حـادثاتِ الـدهرِ مُـذ جارَ أذنابُ
تُــواري بـصـبرِ الـريـحِ طـيـبًا بـعَـبرةٍ … إذا هـبّـتِ الأنـسـامُ مـنـهم و أطـيابُ
عــزمـتَ بـنـحـرِ الـذكـريـاتِ تـنـاسيًا … ألستَ من الذكرى و هم لكَ أنسابُ ؟
تُــغـالـطُ إحــسـاسًـا لــعـلَّ مـشـاعـرًا … تــروحُ مـع الـنسيانِ يـومًا و تـنسابُ
لـتُـبـقي هــديـلاً ظــلّ يُـبـكي أحـبّـةً … و مـن غـابرِ الأزمـانِ دمـعُكَ أسـرابُ
هـنـيـئًـا لــــروحٍ تـسـتـفيضُ مـــودّةً … بـغـربـتِـهـا تــحــيـا نــفــوسٌ و آدابُ
وحـيدًا تـجوبُ الأرضَ تسألُ صُحبةً … و تـبـكي مـسـافاتٌ عـليكَ و أجـنابُ
طـريـقُكَ فــي هـذي الـحياةِ ذمـيمةٌ … و مـوحـشـةٌ, خــوفٌ يـعُـسُّ و أوّابُ
تـــزفُّ الــيـكَ الأرضُ بــعـضَ أنـيـنها … و مــنــكَ يـنـابـيعُ الــمـودّةِ تـنـسـابُ
وهَـبْـتَ لـهم كـلَّ الّـذي كـان مـطمحًا … تُـبـادلُـهـم حُــبًّــا و لـلـحـبِّ أســبـابُ
فــمــرّت عـلـيـنـا نــائـحـاتٌ مُـمـيـتةٌ … بــهـا مُـنـجـياتٍ إنْ تُـعـيـنُكَ أنــيـابُ
ألا كــــلُّ مَـــن رام الــوصـولَ لــعـزّةٍ … تــصـارعُـهُ الآلامُ دومًــــا و يــرتــابُ
يـقـيـنًا يـعـانـي مــن جــراحٍ نـزيـفُها … كـنـهرٍ لــهُ لـلـبحرِ مـجـرى و تـسكابُ
تـبـاعُ بــلادي فــي الـمـسالخِ لـلـعدى … ضـمـائرُ مـاتـتْ كـلُّـها الـيـومَ أسـلابُ
وهـــم تــخـذوا ديـــنَ الإلــهِ تـجـارةً … سـتوقدُ نـيرانٌ بـهم يـوم هـم خـابوا
أقـــولُ لــهـم بــالـذلِّ أنــتـم حُـثـالـةٌ … و بــالـعـارِ أنــتــم بـالـعـمالةِ أذنـــابُ
ظـننتم بـأنَّ الـشعبَ بـعضَ عـبيدكُم … يـطـيـعُكمُ الأنــذالُ و الــذلُّ إرهــابُ
إرادتُـــكــم إن كـــــان فــيـكـم إرادةٌ … كــأفـئـدةٍ لـلـطـيـرِ لـلـخـوفِ مـــرآبُ
سـلامًـا عـراقَ الـمجدِ فـيكَ حـضارةٌ … بـهـا تـفـخرُ الأوطــانُ و الـعـزُّ هـيّابُ
سـتـعلو حـضـاراتٌ بـعـزِّكَ فـامـتطي … ظـهـورَ الـعُـلا مـفـتوحةً بــكَ أبـوابُ
إذا انـكـسفتْ شـمـسٌ فـتلكَ سـجيّةٌ … تـجيءُ و تـمضي فـالمشارقُ محرابُ
أمـــوتًــا أرادوا أم أرادوا قــبــورَهـم … بـجوفِ وحوشِ الغابِ يجترُّهم نابُ
كـآبـائـهـم ظــنّـوا الـخـلـودَ بـقـاؤهـم … ولــم يـدركـوا أنَّ الـبـقاءَ بـهـم عـابُ
أيـــا وطــنـي تـبـقـى عـزيـزًا مُـكـرّمًا … و تـبـقى أبـيّـا فــي جـراحِـكَ وهّـابُ
فـلـيـس بـغـيـر اللهِ اُنـــسٌ يـجـيـرُنا … لـنـا اللهُ يـحـمينا و يـحـميكَ أحـبابُ