الـعـيـدُ: عــيـدي ســيِّـدُ الأعــيـادِ … ومــــدارُ نــهــجِ أكــابــرِ الأســيـادِ
هم حرَّفوا القيمَ الوِضاءَ فأظلمتْ … شـمـسٌ تُـزَجِّـي الـنـورَ فــي الآرادِ
فـوجوهُهُم فـيها مـن الـقترِ الـذي … قــــد خـلَّـفـتْـهُ قــبـائـحُ الإلــحـادِ
صـاغـوا مـن الأعـيادِ زورَ سـفاهةٍ … وهــــمُ الــعــدوُّ لـقـيـمـةِ الإرفـــادِ
لــــلأمِّ عــيــدٌ بــيـنَ ألـــفٍ مـثـلـه … لــمــهــانـةٍ وتـــفــاهــةٍ وفـــســـادِ
داسـوا الـحقوقَ لكلِّ عيدٍ إذْ دعوا … بــئــسَ الــنــداءُ لــرائــحٍ أو غـــادِ
وهـي الحضارةُ أفسدتْ أعيادَهم … وعـقـولَـهم فـــي كـــلِّ شــأنٍ بــادِ
تــبًّـا لـهـم ولـكـلِّ عـيـدٍ لــم يـكـن … فــيـهِ لأهـــلِ الأرضِ نـــورُ رشــادِ
فـالـعيدُ بـعـدَ الـصَّـومِ فـيه تَـجَرُّدٌ … مــن ســوءِ قـولٍ أو فـسادِ أيـادي
ويـعـودُ بـالـمرءِ الـذي مـلأ الـهدى … أنــحـاءَه بــالــصَّـومِ لـــلإرشــادِ
لـيـعيشَ مـجتمعُ الـفضيلةِ مُـنْكِرًا … لـمـظاهرِ الـعـصيانِ فــي الأعـيـادِ
وتــرى الـشعوبُ لـعيشِها مـا شاءَه … ربُّ الـــورى مـــن رحــمـةٍ ووِدادِ
وتـــرى الـحـقائقَ نـاصـعاتٍ إنَّـمـا … كــــان الــهُــراءُ مـطـيَّـةَ الأوغـــادِ
لـلصَّومِ شـهرٌ ليس يُحصَى فضلُه … وبـــه الـشـعـوبُ تــفـوزُ بـالإمـدادِ
والــشَّــدوُ بـالـقـرآنِ فـــي آنـائـهـا … يـغـشى الـوجودَ بـنورِه الـمتهادي
نـفـحـاتُـه فــــي الـخَـلْـقِ ربَّـانـيَّـةٌ … ولِــمَـنْ تـعـرضَ نــالَ خـيـرَ مُــرادِ
ولــقــد أتَـــتْ لـلـعـالمين بـرحـمـةٍ … لــلـتـائـبـيـن، وقـــبـــلُ لــلــعُـبَّـادِ
شـهـرُ الـسُّـمُوِّ بـه الـملائكُ أقـبلتْ … بـالـبـشـريـاتِ لأُمَّـــــةِ الأمـــجــادِ
وهـنـا تـجـلَّى الـعـيدُ يـهدي أهـلَه … مــن طـيـبِ زادِ الـصَّـومِ لـلـميعادِ
هـذا الـثوابُ الـعَذْبُ يـحلو طعمُه … لـلـصَّـائـمِ الأوَّابِ فــــي الأشــهـادِ
بـئـسَ الـتَّملُّصُ عـندَ أقـوامٍ نـسوا … أنَّ الـحـقيقةَ لـم تـمتْ والـحادي!
مــازالَ حــادي الـسُّنَّةِ الـغرَّاءِ فـي … قِــمــمِ الــبـلاغِ بـصـوتِـه الــرَّعـادِ
يـعلو عـلى الـتهريجِ والـزورِ الذي … صـاغـتْـهُ خـسَّـتُهُم مــن الأحـقـادِ
تـبـقى شـعـائرُ ديـنِـنا فــي رِفـعـةٍ … رغــمَ اعـتسافِ الـظلمِ والأضـدادِ
هـيـهات لــن تـفـنى حـقائقُ ديـننا … وهُـراؤُهـم يـمـضي كـسفيِ رمـادِ
يــا أمَّــةَ الإســلامِ : عـيـدُك خـالدٌ … وسِـــواهُ فــي الـدنـيا بــلا إسـنـادِ