وزير الصحة الليبي المستقيل

الأخبار

محلل سياسي : هذه هي القصة الكاملة لاستقالة وزير الصحة الليبي من بنغازي

By عمر الكومي

December 09, 2022

أورد المحلل السياسي الليبي علي فيدان القصة الكاملة لإجبار وزير الصحة في حكومة الوحدة الوطنية الليبية علي الزناتي بعد تبرئة القضاء الليبي له من أي اتهامات واجتماعه برئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة وطلب الأخير من العودة للوزارة ومباشرة عمله

وتساءل فيدان في تدوينة له علي فيس بوك : لا  أدري كيف يفكّر هؤلاءيُبرّأ القضاء وزير الصحة “علي الزناتي يجتمع مباشرة بعد هذه التبرئة بالدبيبة يصدر الدبيبة تعليماته للوزير المعني بالرجوع لوزارته لمباشرة عمله يسافر الوزير إلى بنغازي يجلس في مكتب خلفه صورة حفتر تبدو على أحد عينه أثر كدمات شديدة الزُّرقة يصدر بياناً باستقالته ويصف حكومة الوحدة بمنتهية الولاية.

ومضي المحلل السياسي للقول : هناك  كمّ من المفارقات وجب سردهاوأولها .. كيف يقدم  الوزير الزناتي استقالته من حكومة منتهية الولاية .. فانتهاء الولاية لايتم فيها الاستقالة بل تعتبر الحكومة مستقيلة تلقائياً

– واستمر فيدان في التساؤل كيف يتم الجلوس مع رئيس حكومة منتهية الولاية بصفتك وصفته الرسميتين .. فالجلوس تعني الاعتراف بطريقة أو بأخرى خاصة بعد أن أعقبها قرار مباشرة العمل بعدما أقرّ الزناتي بانتهاء ولاية الحكومة لم يحدّد لنا من هي الحكومة الشرعية في البلاد بحسب رؤيته .. أو بالأحرى لم يجرُؤ على تحديدها.

– وأضاف بحسب المثل القائل”الناس ماشية للحج وهو راجع منه” .. وبعد أن تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود فإن بعض وزراء المنطقة الشرقية كالمقريف وحسين القطراني وغيرهم بقوا في وزاراتهم ولم يستجيبوا لبيئتهم الحاضنة حتى وإن قيل ذلك أنه مبرمج .. فتوقيت الاستقالة غريب في ظل موت حكومة باشاغا وتثبيت حكومة الوحدة أقدامها باعتراف دولي حتى اللحظة والإطاحة بخصومها في الغرب .. فبإمكان الرجل أن يحذو حذو القطراني والمقريف وينتهي الأمر ..

واستدرك قائلا الاستقالة في هذا التوقيت لزوم مالا يلزم .. ولن تؤدي غرضها .. ولن تؤثر في المشهد السياسي إطلاقاً .. هي قفزة في الهواء .. فلو كانت هذه الخطوة قبل أشهر لقلنا أن الأمر مبرّر .. والمشهد لازالت تعتريه الضبابية وعدم الوضوح وعدم الحسم وعدم ميلان الكفة باتجاه أيّ من طرفي الصراع في حينه.

وخلص في نهاية تدوينته للقول :إذا أردتم معرفة أهمية الموضوع راقبوا كيفية التفاعل معه .. فهو لم يأخذ تلك الضجة التي من المفترض أن يأخذها .. وكان حدثاً عابراً مرّ مرور الكرام وانتهى الأمر عند هذا الحد .. وغداً يوم آخر.

وكان  وزير الصحة بحكومة الوحدة الوطنية علي الزناتي، اليوم الخميس،  قد استقالته من منصبه واصفا حكومة عبد الحميد الدبيبة بأنها “منتهية الولاية”، وذلك بعد يومين من قرار الدبيبة إعادته إلى ممارسة مهامه، بعد تبرئته قضائيًا من التهم المنسوبة إليه.

وقال الزناتي في فيديو مسجل عبر “فيسبوك”  وتبدو خلفه صورة قائد ميليشيا الكرامة خليفة حفتر إنه بعد المحنة التي مر بها نتيجة تُهم وصفها بأنها “غير صحيحة” وأنه نظرا لصعوبة استمرار ممارسة مهامه في هذه الحكومة التي قال إنها أصبحت “منتهية الولاية” وفقا لاتفاق جنيف، فقد قرر الاستقالة من منصبه.

وأضاف الزناتي  وقد ظهرت عليع علامات تعرضه للتعذيب خصوصا اسفل عينه اليمني  من قوات تابعة لحفتر أنه “حرصا على مبدأ التداول السلمي على السلطة أعلن استقالتي من هذه الحكومة بشكل نهائي “.

وأول أمس الثلاثاء، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة تعليماته بعودة الزناتي ووكيله للشؤون الفنية سمير كوكو لممارسة مهامهما، وذلك خلال استقبالهما في مكتبه بديوان رئاسة الوزراء، حيث حضَّهما على العمل بجدية وإخلاص من أجل تنظيم القطاع الصحي الذي يحتاج إلى جهود استثنائية، وفق المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة.

يشار إلي أن مكتب النائب العام كان قد أصدر في يناير الماضي قرارا بحبس وزير الصحة علي الزناتي ونائبه سمير كوكو احتياطيًا على خلفية تورطهما في قضايا فساد مالي وإداري.

ووفق مكتب النائب العام فقد تم الحبس نتيجة الاشتباه في التلاعب بأعمال توريد وحدات إنتاج الأوكسجين بنسبة زيادة في السعر وصلت إلى 1000% من سعر بيع السوق، والتعاقد بطريق التكليف المباشر مع إحدى الشركات بتاريخ أغسطس 2021، على الرغم من عدم توفرها على الخبرة الكافية لتنفيذ الأعمال المتعاقد عليها.

وفي 3 مايو الماضي أعلنت مصادر قضائية ليبية عن صدور قرار بـ “الإفراج الصحي المشروط” عن وزير الصحة بحكومة الوحدة الوطنية علي الزناتي، موضحة أنه تم إطلاق سراحه حيث انتقل إلى بنغازي.

وقبل أيام، أكدت مصادر قضائية ليبية صدور حكم قضائي ببراءة الزناتي، قبل أن يعلن اليوم من مدينة بنغازي استقالته من حكومة الدبيبة.