أقلام حرة

محمد إلهامي يكتب: «اليهود في ظل العصر الأموي»

By محمد إلهامي

June 03, 2023

يؤكدج.ه‍. جانسن على فضل فتح المسلمين للأندلس وهو الفتح الأموي على حفظ حياة اليهود يقول: في مناسبتينْ من التاريخ اليهودي في أوروبا نرى أن بقاء اليهود على قيد الحياة يعود إلى استضافة وحماية الحكام المسلمين، كانت الفترة الأولى في القرن السادس عندما وضعت الفتوحات إسلامية في إسبانيا حدّا للاضطهاد اليهودي على يد المسيحيين هناك. ومنذ القرن العاشر فصاعدًا أخذ الضغط على اليهود في أوروبا الغربية في الازدياد ببطء حتى إذا ما أطل القرن السادس عشر كانت تلك المنطقة قد أُ فرغت من اليهود ماعدا بعض الجيوب الصغيرة والمبعثرة، لقد انتقلت الجاليات اليهودية نحو الشرق ووجدت ملجأ لها في الإمبراطورية العثمانية.

ويقول مؤرخ الحضارة ول ديورانت في موجزه عن تاريخ العصر الأموي:

«كان أهل الذمة: المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يتمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح لا نظير لها في البلاد المسيحية في هذه ألأيام، فقد كانوا أحرارًا في ممارسة شعائرهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم، ولم يفرض عليهم أكثر من ارتداء زي ذي لون خاص، وأداء فرضة عن كل شخص،تختلف باختلاف دخله وتترواح بين دينار وأربعة دنانير(من ٧٥،٤ إلى ١٩ دولارًا أمريكّيا).

ولم تكن هذه الضريبة تفرض إلا على غير المسلمين القادرين على حمل السلاح، ويعفى منها الرهبان والنساء والذكور الذين هم دون سن البلوغ، والأرقاء، والشيوخ، والعجزة، (وذووا) العمى الشديد والفقر.

وكان الذميون يعرفون في نظير هذه الضريبة من الخدمة العسكرية أو إن شئت فقل لا يقبلون فيها، ولا تفرض عليهم الزكاة البالغ قدرها اثنين ونصف في المائة من الدخل السنوي، وكان لهم على الحكومة أن تحميهم، ولم تكن تقبل شهادتهم في المحاكم الإسلامية، ولكنهم كانوا يتمتعون بحكم ذاتي يخضعون فيه لزعمائهم، وقضاتهم وقوانينهم».