هتافات ضد الرئيس التونسي: الشعب يريد عزل الرئيس

الأخبار

هتافات ضد الرئيس التونسي: الشعب يريد عزل الرئيس

By حسن الأثري

September 27, 2021

خرج الآلاف إلى شارع الحبيب بورقيبة رافعين شعار “ارحل” في وجه الرئيس قيس سعيّد بعد إصرار الأخير على احتكار السلطة في تونس.

أمس الأحد مع بدء الشهر الثالث منذ اتخذ سعيّد إجراءاته، شهد شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة التونسية مظاهرة حاشدة للاحتجاج على استئثار الرئيس قيس سعيد بسلطات الحكم وطالبوه بالتنحي عن منصبه.

ونقلت كثير من القنوات العربية والتونسية مشاهد مباشرة للمتظاهرين الذين بدأوا التجمع منذ الصباح الباكر، وسط تكثيف أمني واضح، وانطلقت المظاهرات قبل ساعتين من موعدها المقرر منتصف النهار بناء على دعوات انطلقت على منصات التواصل الاجتماعي، وليست عبر أي من الأحزاب.

وفي الصباح، قال شاهد من رويترز إن نحو 2000 محتج تجمعوا في العاصمة التونسية مطالبين الرئيس بالتنحي، قبل أن تزداد أعداد المتظاهرين بشكل لافت مع مرور الوقت وارتفع شعار “الشعب يريد عزل الرئيس” مدوياً بصورة واضحة.

التحرك الشعبي الأبرز جاء في أعقاب تجاهل سعيّد جانباً كبيراً من أحكام الدستور الصادر في 2014 ومنح نفسه سلطة الحكم بمراسيم، أي إصدار تشريعات وقوانين، ليطبق على السلطة بشكل مطلق، فهو يتولى مهام السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية أيضاً.

وبحسب رويترز، ردد المحتجون شعارات تطالب بإسقاط الانقلاب في شارع الحبيب بورقيبة الذي كان محوراً للمظاهرات التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011. كما ردد المتظاهرون هتافات “ارحل” و”بالروح بالدم نفديك يا دستور” و”يا قيس يا غدار”.

وتهدد هذه الأزمة ما حققه التونسيون من مكاسب ديمقراطية في ثورة 2011 التي أطلقت شرارة احتجاجات “الربيع العربي” وأبطأت أيضاً الجهود المبذولة لمعالجة تهديد عاجل للمالية العامة، مما أثار قلق المستثمرين.

وكان الرئيس سعيّد قد قال إن الخطوات التي اتخذها ضرورية للخروج من حالة الشلل السياسي والركود الاقتصادي ومعالجة ضعف إجراءات مكافحة جائحة كورونا. ووعد سعيّد بنصرة الحقوق وعدم التحول إلى حاكم مستبد.

هذا التطور في الشارع، والذي رفع شعار “ارحل” في وجه الرئيس، يعتبر تطوراً طبيعياً للأحداث على الأرض، فقد أعلن الاتحاد التونسي للشغل يوم الجمعة 24 سبتمبر/أيلول رفضه العناصر الرئيسية في قرارات الرئيس وحذر من مخاطر حصر السلطات في يده، تزامناً مع اتساع نطاق المعارضة للقرارات التي يصفها خصومه بأنها انقلاب.

وفي الأسبوع الماضي خرج أول احتجاج على قرارات الرئيس منذ أصدرها في 25 يوليو/تموز. ووصف أكبر الأحزاب السياسية وهو حزب النهضة الإسلامي المعتدل الخطوات التي أخذها سعيّد بأنها “انقلاب على الشرعية الديمقراطية” ودعا الناس إلى توحيد الصفوف والدفاع عن الديمقراطية بالوسائل السلمية. وأصدرت أربعة أحزاب أخرى بياناً مشتركاً يدين سعيّد يوم الأربعاء وندد به حزب كبير آخر هو حزب قلب تونس.

والسبت أدانت منظمات تونسية ودولية “القرارات التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد بصفة أحادية واستحواذه على السلطة في ظل غياب أي شكل من أشكال الضمانات”. وجاء ذلك في بيان مشترك وقّعته 18 منظمة محلية ودولية.