الحجاج بن يوسف الثقفي

تقارير

9 يونيو 714م: هلاك طاغية العرب «الحجاج بن يوسف الثقفي»

By يسري الخطيب

June 09, 2022

كليب بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي

الميلاد: 661 م (40 هـ) منازل قبيلة ثقيف – الطائف

الوفاة : 9 يونيو 714 م .. 95 هـ.. (53 سنة) بالعراق

– وُلد ونشأ في الطائف، وانتقل إلى الشام وعمل في شرطة ابن زنباع، نائب عبد الملك بن مروان، وظل يتقدم الصفوف، حتى قلده عبد الملك أمر عسكره.

– أمره عبد الملك بقتال عبد الله بن الزبير، فزحف إلى الحجاز بجيش كبير، وقتل ابن الزبير وفرق جموعه، فولاه عبد الملك مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليها العراق، وثبتت له الإمارة 20 سنة.

– كان الحجاج معروفًا بالظلم وسفك الدماء، والتعدّي على حرمات الله بأدنى شبهة، وأجمع علماء الإسلام والمؤرخون، أنه كان من أشد الناس ظلما وأسرعهم للدم الحرام سفكا، ولم يحفظ حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه، ولا وصيته في أهل العلم والفضل والصلاح من أتباع أصحابه، وكان يجاهر ببغضه لـ “علي بن أبي طالب” رضي الله عنه وآل بيته، إرضاءً لبني أُميّة.

– عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت للحجاج: (أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا، فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ). “البداية والنهاية” (9/153)

والمبير: المُهلك، الذي يسرف في إهلاك الناس .

وقد ذهب جماعة من الأئمة إلى كفره، فعن قتادة قال: قيل لـ سعيد بن جبير: خرجت على الحجاج؟ قال: إني والله ما خرجت عليه حتى كفر.

وقال الأعمش: اختلفوا في الحجاج فسألوا مجاهدا فقال: تسألون عن الشيخ الكافر.. “البداية والنهاية” (9 /156- 157) .

وقال الشعبي: الحجاج مؤمن بالجبت والطاغوت، كافر بالله العظيم .

وقال القاسم بن مخيمرة: كان الحجاج ينقض عُرى الإسلام.

وعن عاصم بن أبي النجود قال: ما بقيت لله تعالى حُرمة إلا وقد انتهكها الحجاج .. “تاريخ دمشق” (12 / 185-188) .

روى الترمذي في سننه (2220) عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: “أَحْصَوْا مَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ صَبْرًا فَبَلَغَ مِائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ قَتِيلٍ”.

وقال عمر بن عبد العزيز: لو جاءت كل أمةٍ بطغاتها، وجاءت أمة الإسلام بالحجاج بن يوسف الثقفي، لرجحتهم جميعا، وما كان يصلح لدنيا ولا لآخرة… “تاريخ دمشق” (12/185).

كتب عمر بن عبد العزيز إلى عُديّ بن أرطاة: بلغني أنك تستنّ بسنن الحجاج، فلا تستن بسننه، فإنه كان يصلي الصلاة لغير وقتها، ويأخذ الزكاة من غير حقها، وكان لما سِوَى ذلك أضيع” ..“تاريخ دمشق” (12 / 187)

وقال الإمام شمس الدين الذهبي، رحمه الله: ” كان الحجاجُ ظلومًا جبارًا ناصبيا خبيثا سفّاكًا للدماء”.

– وقد فرح المسلمون بموت الحجاج بن يوسف الثقفي، ونقلت لنا كتب التاريخ سجود الحسن البصري وعمر بن عبدالعزيز شكرًا لله على موته، ولما أُخبر إبراهيم النخعي بموته بكى من الفرح، ولما بُشِّر طاووس بموته فرحَ وتلا قول الله تعالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} 45 الأنعام

وقال أئمة الإسلام الكبار: لا يدافع عن “الحجاج” أو يُبرّر له، إلا منافق

– كان الحجاج يرى بتكفير الخارج على “الحاكم” وطرده من الملة، (مثل ما يحدث الآن) لذلك كان يرى ما يفعله تقرباً لله يرجو به الأجر.

– قيل بعد موته إن رجلاً رفض الصلاة خلف إمام من الخوارج، فقال له أحد أئمة البصرة: إنما تصلي لله ليس له، وإنما كنا نصلي خلف الحروري الأزرقي. قال: ومن ذاك؟ قال: الحجاج بن يوسف، فإنك إن خالفته سماك كافراً وأخرجك من الملة، فذاك مذهب الحرورية الأزارقة. (الأزارقة فرقة من فرق الخوارج، سميت باسم زعيمها نافع بن الأزرق، وقد ذكر صاحب كشاف اصطلاحات الفنون أن الأزارقة قالوا «كَفَرَ علي بالتحكيم وابن ملجم محق في قتله)

– لما أمر بقتل سيد التابعين “سعيد بن جُبَير”.. دعا عليه سعيد وقال: اللهم لا تسلِّط الحجاجَ على أحدٍ بعدي.. ولم يمضِ على مصرع “سعيد بن جبير” غير 15 يومًا، حتى أصاب الطاغية الحجاج، مرضٌ مجهول، واشتدت عليه وطأةُ المرض، فكان يغفو ساعةً ويفيقُ أخرى، فإذا غفا غفوة، استيقظ مذعورًا وهو يصيح: هذا سعيد بن جبير آخذٌ بخناقي، هذا سعيد بن جبير يقول لي: فيمَ قتلتني؟ ثم يبكي، ويقول: ما لي ولـ سعيد بن جبير، رُدّوا عني سعيد بن جبير، وظل هكذا حتى هلك.

– كان الحجاج وزيرا للدفاع والداخلية في عهد بني أميّة، يقتل من أجل إرضاء أسياده، ويكفي اسمه البغيض، وصفحاته السوداء في كتب التاريخ، رغم محاولات العلمانيين والمنافقين وعبيد مدرسة الحاكم المتغلّب؛ الدفاع عنه وتبرير أفعاله، واختلاق حكايات وبطولات وهمية للدفاع عنه، وتصدير بعض الأكاذيب مثل عبقريته اللغوية، وتنقيط الحروف العربية، واستتباب الأمن في عهد بني أمية.. إلخ.. ونسوا حديث النبي الذي رواه ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فِي ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ.. وأجمع علماء الإسلام أن: الكَذَّابُ: المُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَالمُبِيرُ: الحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ) ..

وقد صدق علماء الإسلام: ما يدافع عن الحجاج ويبرر له إلا منافق… وما أكثرهم في عصرنا

————–

يسري الخطيب