عن المستورد القرشي رضي الله عنه، أنه قال عند “عمرو بن العاص” ، رضي الله عنه ، سمعت النبي ، صلى الله عليه وسلم، يقول : “تقوم الساعة والروم أكثر الناس”!!..

 

فقال له عمرو : “أبصر ما تقول” !!!..

 

قال أقول ما سمعت من رسول الله ،صلى الله عليه وسلم، فقال عمرو بن العاص: “أما لئن قلت ذلك ، إن فيهم لخصالا أربع :

إنهم لأحلم الناس عند فتنة..

وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة..

وأوشكهم كرة بعد فرة..

وخيرهم لمسكين وضعيف ويتيم..

وخامسة حسنة جميلة و أمنعهم من ظلم الملوك!!..

“مسند الإمام أحمد ج 4 ، ص 230” ..

 

تذكرت هذا الحديث وأنا أقرأ عن مناقشة الكونجرس الأمريكي لمواد الاتهام التي سيحاكم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب !!..

 

حيث قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي ما نصه:

“للأسف الشديد، أوضحت الحقائق أن الرئيس أساء استخدام سلطته لمصلحته الشخصية والسياسية وأنه عرقل الكونجرس حيث طالب بأن يكون فوق المساءلة، وفوق الدستور وفوق الشعب الأمريكي!”.

 

وأضافت: “في أمريكا، لا أحد فوق القانون” !!..

 

وهذا ليس أعجب ما يطالعنا هذه الأيام، فنجد الأعجب عند العدو الصهيوني الذي رفع زعماؤه منذ قيام دولتهم ، شعار “إسرائيل واحة الديمقراطية في محيط القمع العربي”!!..

 

حيث يحاكم نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلي باستغلال النفوذ هو وأسرته!!..

 

ومن جرائم الفساد الرهيبة التي تواجهها عائلته، ما أدينت به زوجته من أخذ الزجاجات الفارغة للمشروبات المستهلكة في المؤسسات الحكومية وبيعها لإعادة تدويرها والاحتفاظ بأموال البيع!

 

كما أن عائلة نتنياهو كانت تجلب حقائب غسيل ثلاثة أسابيع على متن الرحلات الحكومية الرسمية وإرسالهم إلى مغسلة الفندق -الذي يقيمون فيه لليلة واحدة- حتى يتم تحميل الفاتورة على ميزانية الدولة!!..

 

وطبعا هذه جرائم لم أكن لأصدقها لولا ذكرها في مقال لواحد من أساطين الصحافة العالمية وهو جيمس زغبي مدير المعهد العربي الأمريكي، والذي تحدث فيه (26 نوفمبر 2019)، عن لزوم محاكمة نتنياهو علي جرائمه الحقيقية بحق الشعب الفلسطيني وليس علي قضايا غسيل أو بيع زجاجات فارغة!

 

طبعا للغرب جرائم كبرى بخصوص شعوبنا العربية ولكن الملاحظ هنا والذي يجب أن ننتبه له أن الحكومات الديمقراطية عادلة مع شعوبها وتخشاها وتخشي محاكمتها ولذلك فهي تتقدم دائما حتى ولو أوقعت الظلم علي غيرها من البشر الذين ظلموا أنفسهم قبل أن يظلمهم غيرهم !!..

 

وكما بدأت بقول عمرو بن العاص رضي الله عنه عندما قال “وأمنعهم من ظلم الملوك” ..

أختم بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم عن مرض الأمة العضال :

 

إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّين …

أي الحكام الفاسدين !!..