الأمة| وافق الرئيس العراقي يوم الأربعاء على ميزانية قياسية قدرها 152 مليار دولار صوّت عليها البرلمان في وقت سابق هذا الشهر، والتي تضيف نحو نصف مليون وظيفة في القطاع العام.

صادق الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد على الميزانية التي يبلغ عجزها المتوقع 48 مليار دولار. وصوت البرلمان الأسبوع الماضي على المسودة بعد ستة أشهر من السنة المالية وبعد أشهر من المفاوضات.

موازنة الحكومة العراقية 2023

 

تمثلت نقطة الخلاف الرئيسية خلال المحادثات في توزيع عائدات النفط بين الحكومة المركزية في بغداد والمنطقة الكردية العراقية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في الشمال. المسودة التي تمت الموافقة عليها تعزز سلطة بغداد على قطاع النفط وتخصص 12.6 في المائة من الإيرادات لإقليم كردستان.

سيُسمح للحكومة المحلية الكردية العراقية ببيع نفطها، لكن سيتعين عليها إيداع العائدات أولاً في حساب مصرفي يمكن لمسؤولين من الحكومة المركزية مراقبته. وستقوم بغداد بعد ذلك بخصم هذا المبلغ من مخصصاتها الشهرية لحكومة إقليم كردستان وتحويل أي فائض من الأموال إليها.

وبحسب مسؤول في بغداد، تتوقع الحكومة استئناف صادرات الإقليم الكردي من النفط عبر ميناء جيهان التركي – المتوقف لعدة أشهر بسبب خلافات قانونية – الأسبوع المقبل بمعدل 400 ألف برميل يوميا. تحدث المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته بموجب اللوائح.

وأشاد الرئيس العراقي بالميزانية باعتبارها “نقطة تحول في تنفيذ الحكومة لبرنامجها الذي يشمل تأمين الاحتياجات الضرورية للمواطنين وتوفير الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم وإعادة تأهيل البنية التحتية والبدء في مشاريع حيوية واستراتيجية”.

وتتضمن الموازنة، التي تمت الموافقة عليها أيضًا لعامي 2024 و 2025 بنفس المبالغ، إنفاقًا كبيرًا على زيادة رواتب الجمهور والاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار التي عانت من سنوات من الصراع. كما يتضمن أحكامًا لرفع رواتب موظفي القطاع العام وتحويل العمال المتعاقدين إلى موظفين عموميين دائمين.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن فتح أبوابها لـ 37100 من أفراد قوة الشرطة، لمدة ثلاث سنوات بأجر شهري قدره 500 ألف دينار عراقي – حوالي 377 دولارًا. كانت تبحث عن عراقيين تتراوح أعمارهم بين 18 و 22 عاما.

أثارت توقعات الإيرادات الوردية للميزانية وأكثر من نصف مليون وظيفة جديدة في القطاع العام انتقادات.

قال عبد السلام حسن، الباحث والاقتصادي العراقي، إن نفقات الدولة كانت بالفعل مرتفعة للغاية وأن الميزانية الجديدة “تشبه قنبلة موقوتة سيكون لها آثار ضارة على الاقتصاد العراقي الهش”.

حذر صندوق النقد الدولي في تقرير أخير من “التخفيف المالي” واعتماد بغداد الكبير على عائدات النفط. كما حث صندوق النقد الدولي الحكومة العراقية على تنفيذ سياسة مالية أكثر صرامة.

 

من عبده محمد

صحفي