عضو المجلس الأعلى لمؤسسة “محمد السادس للعلماء الأفارقة” والمتحدث باسمهم أبو بكر الزبير بن علي قال للأناضول: ـ مبتغانا الوحدة والأخوة الإسلامية الإفريقية، ورسالتنا إنقاذ الإنسان الإفريقي بغض النظر عن معتقداته ـ لا مفر من تضييق الخلاف و ـ من أسباب الخلاف…

دعا المتحدث باسم علماء الدين الأفارقة أبو بكر الزبير بن علي، إلى “تغليب ثقافة السلام، لتخريج جيل صانع للسلام، بعدما صار الصراع وسيلة لحل النزاعات السياسية”.

وقال في مقابلة مع الأناضول، أنه “لا مفر من تضييق شقة الخلاف وإزالة العقبات، لإعادة بناء الوحدة الإسلامية، وما يتطلب ذلك من تقارب وتواد وتحلّ بالأخلاق الإسلامية الحميدة”.

وأضاف ابن علي، عضو المجلس الأعلى لمؤسسة “محمد السادس للعلماء الأفارقة”، أن “العلماء هم قدوة شباب الأمة، وعليهم أن يبادروا لتفقيه الناس وتعليمهم وإرشادهم”.

ويضم المجلس الأعلى للمؤسسة عشرات علماء الدين الإسلامي من 32 دولة إفريقية، إضافة إلى علماء مغاربة، ومقرها مدينة فاس شمالي المغرب.

وتهدف المؤسسة التي أنشأت في يوليو/ تموز 2015، إلى توحيد جهود العلماء المسلمين في المغرب وباقي البلدان الإفريقية، والإسهام في تفعيل وترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك والاعتدال في المجتمعات الإفريقية، من أجل تنمية شاملة في القارة.

كما أنها تشتغل على إحياء التراث الإسلامي، وإقامة أنشطة فكرية وثقافية، من شأنها إعطاء حركية جديدة في المجال الإسلامي.

وذكر ابن علي، أن “من بين أسباب الخلاف بين أفراد الجماعات الإسلامية، الغرور والجرأة على الإفتاء دون تفقه ولا علم بأحكام الدين”.

واعتبر أن “معظم مسلمي القارة الإفريقية يوجدون في مفترق طرق، فمنهم من يتخلى عن عقيدته، ثم يتيه مع التائهين، ومنهم من يرى العزلة سبيلا وحلا فيغترب، وبذلك يهدد نفسه، قبل أن يصبح خطرا على أمته ومجتمعه ودينه”.

وأوضح ابن علي، مفتي تنزانيا (وسط إفريقيا) ورئيس فرع المؤسسة فيها، أنها “تسعى إلى توحيد الأمة وإزالة الغلو في الدين والتطرف العنيف، وجلب السلام والأمن في المجتمع الإسلامي”.

وزاد: “نسعى في المؤسسة إلى توحيد الأمة الإسلامية، وما زلنا نبذل جهودا لتوطيد العلاقة والوحدة والاتحاد بين المسلمين”.

وتابع: “اجتمعنا بمدينة فاس المغربية، للمرة الثالثة منذ تأسيس المؤسسة، مبتغانا هو الوحدة والأخوة الإسلامية الإفريقية، ورسالتنا هي إنقاذ الإنسان الإفريقي، بغض النظر عن معتقداته”.

ودعا مفتي تنزانيا إلى “توحيد المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين.. ونشر الدعوة لإنقاذ العالم من بلاء الفكر المتطرف”.

وحث على “تعليم الناشئة دين الوسطية ومحاربة التطرف العنيف والغلو في الدين”.

ورأى أنه “لا مفر من إنقاذ القارة الإفريقية من التحديات التي تواجه علماءها وشيوخها ونساءها وشبابها وأطفالها”.

ولفت ابن علي، إلى أن أغلب مسلمي القارة يعيشون أوضاعا منفصلة عن ماضيهم وعقائدهم.

وأردف: “مؤسسة العلماء الأفارقة، هي الملاذ والمستقبل لحماية عقيدة المسلمين الأفارقة، وتنسيق الجهود، انطلاقا من الثوابت الدينية المشتركة”.

واستطرد: “إن توحدت الأمة فلن يصيبها الضعف، ولن يتسلل إلى بنيتها الانحلال والتفسخ، والإسلام هو الدين الجامع الذي وحد المسلمين رغم اختلاف لغاتهم وأجناسهم وأوطانهم”.

وأعرب ابن علي، عن أسفه لـ “أوضاع الأمة التي تتصف بالتفرقة رغم وجود مقومات الوحدة، حيث صار كل واحد ينادي بإقليمه ووطنه، أو بجماعته وحزبه”.

وحذر من أن “التفرقة خطر على المسلمين، وهي تؤدي إلى ضعفهم وهوانهم، وكلما توحدوا وتآلفوا، ألّف الله بينهم لما فيه مصلحة الأمة جمعاء”.

واعتبر أن الأمة الإسلامية، “تعيش حاليا في زمن تكالبت فيه عناصر الشر والفتنة على المسلمين”.

وعقد المجلس الأعلى لمؤسسة “محمد السادس للعلماء الأفارقة”، الاجتماع العادي الثالث بمدينة فاس، يومي 17 و18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

ودعا علماء الدين الأفارقة في الاجتماع، إلى “إنجاز موسوعة للأعلام البشرية والمعالم الحضارية الإسلامية في إفريقيا”.

وجاء في البيان الختامي أن “العلماء الأفارقة، كلفوا الأمانة العامة للمؤسسة، بدراسة إمكانية وجدوى الموسوعة، وذلك ابتداء من عام 2020”.

وحث 357 من العلماء الأفارقة على “العناية بالنشر الورقي والإلكتروني للمؤلفات العلمية المتعلقة بالثوابت الدينية المشتركة”.

كما أوصوا بـ “العناية بالمرأة الإفريقية وبالشباب، وإشراكهم في جميع أنشطة المؤسسة ومشاريعها”. –