الأمة | تشير تصريحات مسؤولين إيرانيين بين الحين والآخر إلى رغبة طهران في إصلاح علاقتها المقطوعة مع مصر منذ سبعينات القرن الماضي مع توقيع معاهدة كامب ديفيد في عهد الرئيس أنور السادات، فيما يرجح طرف آخر أن المسألة ليست على أجندة إيران، التي تركز حاليًا بشكل أكبر على تخفيف الصدام مع السعودية، وعدم فقدان نفوذها في العراق وسوريا واليمن ولبنان.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الرئيس السابق لـ مكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر،

قال في تصريح سابق إن هناك تواصلا دبلوماسيًا مباشرًا مع الجانب المصري، بما يخدم التفاهم بين القاهرة وطهران في المحافل الدولية.

ومؤخرًا شاركت إيران في قمة عراقية لإصلاح العلاقات بين طهران والرياض، عقدت في الأردن وشاركت بها مصر والسعودية.

مصطفى النعيمي، الباحث السوري المتخصص بالشأن الإيراني، في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، يقدم لصحيفة الأمة تحليلا حول رؤيته لواقع العلاقات المصرية الإيرانية.

هل هناك رغبة إيرانية في إصلاح العلاقات مع مصر؟

مصطفى النعيمي

حتما هنالك رغبة إيرانية في الدخول إلى مصر عبر بوابتها الدبلوماسية العريضة،

وذلك من خلال استخدامها لأدوات التأثير الناعمة في المرحلة الأولى،

لكن مخاطر الدخول في هذه المرحلة له تداعيات كبيرة على جمهورية مصر العربية بالمرحلة الأولى

وباقي الدول العربية التي تجاور مصر وسبب تلك المخاطر،

أرى من وجهة نظري أن إيران لم يعهد عنها منذ تدخلاتها في الحريق العربي حتى اللحظة إلا أنها غذت جماعات موالية لها عبر بوابة ميليشيا حزب الله اللبناني،

الذي بدوره يعتبر اللبنة الأولى في بناء مشروع النفوذ الإيراني في المنطقة العربية،

لكن أرى من وجهة نظري بأنه كان الأمثل أن تكون هنالك مراجعات دقيقة لتقدير موقف الحكومة المصرية لما يخص علاقاتها الخارجية مع إيران

وحجم المخاطر التي ستتبع فتح العلاقات عبر البوابة الدبلوماسية الناعمة التي من خلالها تقوم على إيجاد موطئ القدم لتبدأ في مشروعها التدميري،

وهذا ومشروع إيران في المنطقة العربية يعتبر الأخطر،

ويجب أن لا تغيب تلك المسألة عن صناع القرار في الدولة المصرية لذا أرى بأن المخاطر

التي ستتبع أي علاقات دبلوماسية ليست من مصلحة مصر

خاصة أن إيران تعاني من أزمات مركبة لا سيما على صعيد حقوق الإنسان

وتداعيات الاحتجاجات التي انطلقت قبل 3 أشهر وما زالت مستمرة.

وفي حال فتحت بوابة عودة العلاقات أعتقد بأن المستفيد منها إيران بالدرجة الأولى ومصر ستكون متضررة بشكل كبير

نظرا لأن إيران لا تعتمد في كافة استراتيجياتها سوى النفوذ والسيطرة على الدول التي شكلت فيها ميليشيات ولائية تتبع بشكل مباشر لمشروعها التوسعي في المنطقة العربية،

وحلمها المتكرر في استعادة مكانتها كإمبراطورية -فارسية-

والذي أصبح صعب المنال في العصر الحديث، نظرا لتمتع جمهورية مصر العربية باتفاقيات دفاع مشترك مع القوى الدولية المؤثرة. 

كيف يمكن أن تقابل القاهرة المساعي الإيرانية للتصالح؟

أعتقد بأن المساعي الدبلوماسية من الجانب الإيراني مصيرها الفشل نظرًا لأن المسؤولون الإيرانيون لا يزالون يضمرون حقيقة موقفهم تجاه مصر،

والعائق الوحيد في عدم نجاح المباحثات بين الجانبين يعود إلى أن إيران مازالت تنتهج سياسة أحادية وتتناقض مع تصريحاتها الإعلامية التي توصف بالـ”التقية السياسية”

فهي تتحدث بموقف وتضمر الخداع الإستراتيجي من خلال استثمار قدراتها على استثمار التناقضات الدولية في تعاملها مع إيران،

في ظل العقوبات الأممية المستمرة نظرًا لعدم امتثالها للقوانين الدولية فيما يخص بأمن البحار والمشاركة في الحريق العربي على مدار 40 عامًا،

دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكنا تجاه مشروع إيران التوسعي، والذي بات يهدد شعبها ودول الإقليم وصولا إلى باقي دول العالم. 

وهل تغامر مصر بعلاقتها مع الخليج لأجل إيران؟

سؤال في غاية الأهمية كيف لجمهورية مصر العربية أن تقامر بعلاقاتها الراسخة مع المملكة العربية السعودية،

تجاه متغير مخادع يسمى إيران فمصر تعمل ضمن قوات التحالف العربي

لدعم قوات الشرعية اليمنية التي بدورها تحارب ذراع إيران في اليمن “ميليشيا أنصار الله الحوثية”

فالناظم الرئيسي للموقف المصري يأتي في سياق الأولويات الإستراتيجية لمصر والدول العربية، ولن يكون هنالك موقف معادي للدول العربية لتنشيط علاقة مع إيران.

هل يلعب العراق دورًا في التقارب بين القاهرة وطهران؟

العراق بات يلعب دورًا كبيرًا لا سيما مع الدول العربية ذات الثقل الكبير “السعودية – مصر”،

لكن من يقود هذا المسار يتمثل في قوى الإطار التنسيقي الذي بدوره يتبع لتيارات سياسية،

تتبع بدورها لقوى عسكرية وأحزاب تتبع ولائيا لمشروع ولاية الفقيه

الذي دمر المنطقة العربية ونهب خيراتها عبر الأربعون عاما الماضية،

وباتت الدول العربية التي تعاني من تنامي مشروع الأذرع الولائية وتبعات تواجدها في تدمير البنية التحتية في سوريا،

وذلك نتيجة للدفع المستمر من الميليشيا في تعزيز قدرات مقاتليها والمنتمون لمشاريعه التوسعية،

ولا أعتقد أن العراق سيعود إلى مكانته العربية دون الانفكاك المطلق عن مشاريع إيران التدميرية والتوسعية التي باتت تحت خمسة دول عربية “الأحواز – العراق – سوريا – لبنان – اليمن”،

وما ألحقته من دمار لتلك الدول في بنيها السياسية والاقتصادية والعسكرية ومكانتها بين الدول العربية.

محلل عراقي: التنسيق مع تركيا أفضل علاج لأزمتي الأمن والمياه

من عبده محمد

صحفي