الأمة| بات القلق والخوف من المصير المجهول يخيم علي مواطنو روسيا وذلك بعد التمر المسلح الذي اعلنه مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة ومواجهة السلطات الجيش الروسي، ذلك بحزمة قرارات رادعة، قبل أن يتنفسون الصعداء مع تراجع قائد المجموعة يفغيني بريغوجين، وأمر مقاتليه، الذين كانوا يتقدمون صوب العاصمة موسكو، بالعودة إلى قواعدهم لتجنب إراقة الدماءتقدم مقاتلو المجموعة لمسافة 200 كيلومتر باتجاه موسكو خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفقًا لقائد فاغنر، بيد أن وساطة بيلاروسيا حصلت على موافقة “بريغوجين” على اتفاق ضمن من خلاله سلامة مقاتليه، مقابل وقف التصعيد.

تحدث من موسكو وسانت بطرسبرغ، عدد من المواطنين الروس والمقيمين داخلها للصحافة، عن الوضع والقلق الذي عاشوه منذ تمرد فاغنر وحتى تراجعها، وكيف استعدوا لإجراءات مُغايرة عما عاشوه خلال السنوات الماضية.

وهو ما أكده الشاب الروسي ألكسندر شونين، المقيم في موسكو، إن السكان استيقظوا صباح اليوم على أنباء مفزعة بعد إعلان مجموعة فاغنر تمرده عن قادة الجيش الوطني، وكان هناك قلق بالفعل من تصاعد المواجهة والأنباء المتتابعة عن اعتزامهم اقتحام العاصمة.

وأضاف شونين أن الكثير قام في شراء أسلحة لحماية نفسه “الجميع كان يتخوف لمواجهة مع فاغنر، خاصة مع تحذيرات السكان من السفر غير الضروري في جميع أنحاء المدينة، 

 

لكن الأمور باتت أفضل الآن بعد تراجع قائد فاغنر عن تهديده، والسرور عم أرجاء روسيا بعد يوم ونصف، لكنها ستبقى ذكرى سيئة مع الشعب”، وفق المواطن الروسي.

 

وطلب رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين، من السكان في العاصمة تجنب السفر غير الضروري، معلنًا يوم الاثنين عطلة رسمية باستثناء موظفي الخدمات الأساسية والأجهزة الأمنية والجيش.

 

أما في سانت بطرسبرغ، فكان التوتر أقل قليلًا عن الحال في العاصمة، بيد أن سكانها شاركوهم القلق. يقول المواطن المصري المقيم هناك ميخائيل فهمي، إن “الجميع كان يدرك أن الاتفاق سيكون قريبًا ولن يتطور الأمر، لكن المخاوف ظلت قائمة لحين الإعلان الرسمي عن ذلك”.

 

تضررت مظاهر الحياة في كافة المدن الروسية عقب الأزمة، إذ ظهرت مركبات عسكرية بكثافة في الشوارع على غير العادة، وجرى توزيعها على عدد من المنشآت الحيوية لحمايتها.

 

يضيف فهمي: “الوضع حالياً مستتب، ولا توجد تهديدات عسكرية راهنة، وسينام الجميع ليلة هادئة بعد يوم عصيب”.

الحال في موسكو ظلّ طوال اليوم هادئًا لأن وسائل الإعلام الرسمية لم تنقل كافة المعلومات، لكننا كنا في انتظار قوات فاغنر على حدود موسكو بحلول هذا الليل.

 

 وبصفة شخصية؛ اضطررت لتجهيز أسلحتي بغرض تأمين منزلي لأي تطور.

 

 الحياة بالمدينة حالياً على ما يرام، ولا يوجد أي شئ حالياً يمثل ثمة خطورة.

 

 الناس تواجدوا بالشوارع الآن لمتابعة التطورات، لكن هناك توتر وترقب لأي اشتباكات قد تحدث في أي لحظة حال تراجع قوات فاغنر عن اتفاقه.

 

 البعض تخوف بالفعل خاصة مع وجود متناقضات كثيرة، إذ تحدث قائد فاغنر عن حملة لتطهير موسكو، وحرض أفراد مجموعته للاتجاه إلى العاصمة، لكن البعض كان قلقا إذ وربما يكون هناك انقسام داخل فاغنر ذاتها ويرفضون التراجع.

 

الجميع في انتظار التأكد من عودة مرتزقة فاغنر إلى مواقعهم أو تسليم أسلحتهم، والناس في روسيا كانوا في خوف من بعض الأفراد المتهورين بفاغنر.

 

هذه رسالة للإدارة الروسية بأنه تم إظهار أن مجموعة صغيرة مسلحة جاءت من كييف وهددت العاصمة موسكو، وبالتالي ستكون هناك تداعيات لتلك الأزمة

من جانبه، كشف الخبير والباحث الروسي في العلاقات الدولية، تيمور دويدار، والمقيم في موسكو، في تصريحات صحافية، عن تفاصيل الوضع الراهن في العاصمة وباقي المدن، بالقول إن:اعتبر رئيس بلدية موسكو أنّ الوضع “صعب” في العاصمة الروسية التي كانت تسير باتجاهها قوات مجموعة فاغنر المسلّحة.

 أعلن الرئيس الروسي حالة “مكافحة الإرهاب” في موسكو للرد على التمرد المسلح.

 قرر الجيش الروسي نشر جنود وقوات من الجيش في المناطق الرئيسية بالعاصمة كما أعلنت وزارة النقل الروسية إلغاء بيع التذاكر بين الأقاليم حتى إشعار آخر.