رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو

«من السر إلى العلن»، هكذا بدأت أكبر انتكاسة لحُكام عرب، يُعلنون، وكأنهم يتفاخرون بالتطبيع مع عدو صهيوني، احتل الأرض، وقتل وارتكب أبشع المجاز الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني طيلة عقود من الزمان.

«أرحب بالتقارب.. آن الأوان لتحقيق التطبيع».. تغريدها أطلقها رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، ردًا على تقرير إحدى الصحف البريطانية كان قد نشره وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، على حسابه الشخصي بـ«توبتر».

تلك هى حقيقة ما يُجرى الآن، بين حُكام العرب وبالتحديد في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبين قادة العدو الصهيوني الغاشم، مُحتل الأراضي العربية.

وتحت عنوان «إصلاح الإسلام: تحالف عربي إسرائيلي يتشكل في الشرق الأوسط»، نشرت صحيفة «سبكتاتور» البريطانية تقريرًا على مدى عُمق التطبيع بين الطرفين، ما دفع وزير خارجية الإمارات لنشره عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي.

عقب ذلك، خرج رئيس وزراء الكيان الصهيوني، ليُعلن بأنه مُرحب بما وصفه بـ«التقارب» الذي يحدث مع الكثير من الدول العربية، مؤكدًا أنه حان الوقت للتطبيع والسلام.

وبحسب مراقبون، فإن الترحيب الذي أعلن عنه نتنياهو، لم يكن فقط لمدى تقارب العلاقات مع الكثير من حكام الدول العربية، لكن الأمر يعود لمصطلح «إصلاح الإسلام» الذي ذكرته الصحيفة البريطانية.

ووفق تقرير الصحيفة البريطانية، فإن «هناك خرائط جديدة يتم وضعها للعقل الإسلامي في الشرق الأوسط، تعمل على تنحية الكراهيات القديمة» للكيان الصهيوني جانبًا.

وحملت «سبكتاتور» الرئيس المصري الأسبق، جمال عبدالناصر، مسؤولية توحيد العرب لمعاداة الكيان الصهيوني منذ حقبة الستينات، لكن الآن يُغير جيرانها العرب «السنة» – في إشارة إلى المملكة العربية السعودية – مسارهم، على حد وصف الصحيفة.

ولفتت إلى أن تخلي الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، إبان ثورة يناير2011، ودعمه للثورة في سوريا، جعلت «الحكومات العربية المعتدلة» تُقلل الثقة في الغرب وتنظر إلى الكيان الصهيوني كشريك تجاري وأمني.

واستشهدت الصحيفة البريطانية بمراسم الاستقبال الضخمة التي نظمتها السلطات الإماراتية لـ«البابا فرانسيس» في فبراير الماضي، على هامش مؤتمر «عام التسامح»، بالإضافة إلى إعلان ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، عن بناء كنيس وكنيسة ومسجد داخل مجمع واحد، أُطلق عليه اسم «بيت العائلة الإبراهيمية».

يذكر أن عدد كبير من مسؤولي الدول العربية، اجتمعوا بنتنياهو، على هامش مؤتمر وارسو، عاصمة بولندا، الذي عُقد باسم مؤتمر الشرق الأوسط بقيادة واشنطن في فبراير 2019، وهو ما قوبل باستهجان شديد من قبل «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، الذي قال في بيان له آنذاك: «لن يتحقق أمن العالم الإسلامي، من خلال التعاون والتحالف مع العدو المحتل المتربص الذي شعاره المرفوع فوق الكنيست: من النيل إلى الفرات.. والطامع في العودة إلى أرض خيبر، وأرض بني النّضير، والقينقاع، وقريظة بالمدينة المنورة».