الرئيس الصهيوني رؤوفين رفيلين بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد يوسي كوهين
الرئيس الصهيوني رؤوفين رفيلين بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد يوسي كوهين

كتب: سمير زعقوق

تشتبه الشرطة الصهيونية في تورط رئيس «الموساد» الحالي، يوسي كوهين، في قضايا فساد.

 

الشبهات التي تحوم حول رئيس الموساد تجعل مصيره مشابها لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو،

لاسيما أن التهم تتعلق بالأشخاص ذاتهم،

رجل الأعمال والملياردير الأسترالي جيمس باكر، ورجل الأعمال أرنون ميلتشين،

وخاصة أن القضايا التي طالت كوهين وصلت إلى حد اتهامه بـ«التجنيد»، أي العمل لحساب جهة أجنبية غير حكومية.

 

صحيفة «يديعوت أحرونوت» كشفت النقاب عن أن فضيحة خطيرة للغاية تهز أركان أحد الأجهزة الأمنية في إسرائيل.

 

وتأتي الشكوك عقب إصدار المستشار القانوني للحكومة الصهيونية أفيحاي مندلبليت،

تعليمات إلى الشرطة تقضي بإجراء عملية فحص بشأن شبهات جنائية تحوم حول رئيس جهاز الموساد.

 

خيوط القضية تتوضح

 

وبدأت خيوط القضية تتوضح، ففي حين أوضحت «القناة العاشرة» في التلفزيون الصهيوني،

في تقريرها أن النيابة العامة فحصت ما إذا كان رجل الأعمال جيمس باكر،

قدم في العام 2015 هدايا إلى رئيس الموساد على شكل تذاكر بقيمة آلاف «الشواكل» لحضور حفل للمغنية ماريا كاري خطيبة باكر سابقا.

 

وتجري الشرطة عملية فحص، حول ما إذا كان باكر دفع أجرة غرفة في فندق،

كان ينزل فيه كوهين أثناء إشغاله منصب رئيس مجلس الأمن القومي في ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي،

فضلا عن استخدام كوهين شقة باكر الفاخرة في تل أبيب أحيانا.

 

وتوضح المصادر أن الشرطة تحقق مع رئيس الموساد أيضا حول تلقيه «هدايا ثمينة» من رجل الأعمال الصهيوني، أرنون ميلتشين،

المشبوه المركزي في تقديم رشاوى لرئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، وزوجته، على هيئة علب سيجار فاخر وكحول،

بتكلفة فاقت الـ400 ألف شيكل (نحو 90 ألف دولار)، وهو ممن عملوا، في السابق، في خدمة مجتمع الاستخبارات الإسرائيلية.

 

تجنيد «يوسي كوهين»

 

وقد كشف موقع «والاه» عن معلومات تظهر أن رئيس الموساد الحالي «يوسي كوهين»

التقى منذ العام 2005 عشرات المرات مع رجل الأعمال أرنون في الداخل والخارج.

 

وعلى صعيد متصل، كشفت صحيفة «هآرتس»، بأن ميلتشين وباكر، حاولا تجنيد كوهين للشراكة معهما في شركة تأمين سايبري.

 

وتقول الصحيفة إنهما حاولا إقامة شركة جديدة، على ضوء شراكتهما في شركة «بلو سكاي إنترناشيونال BSI»،

التي أقامها ميلتشين في نهاية عام 2008، واستثمر فيها جيمس باكر 15 مليون دولار،

(تواردت أخبار عن كون «شركة BSI» قد وظفت دان دغان في الماضي، وهو ابن رئيس الموساد السابق مئير دغان).

 

وحاول الشخصان تجنيد رئيس الموساد، بشخصيته شريكا،

في الفترة التي جرى فيها تعيينه مستشارا للأمن القومي لدى رئيس الحكومة، ورئيسا لمجلس الأمن الوطني.

 

يذكر أن كوهين ذو الـ 60 عاما، يطلق عليه «عارض الأزياء الوسيم» لكونه يلقى اهتمامه باللبس وتسريحة الشعر الخاصة به.

 

رصد عدد من الخبراء الأمنيين الصهاينة جملة المهام التي قام بها جهاز الموساد تحت ولاية رئيسه الحالي يوسي كوهين،

وسط توقعات بطبيعة الأجندة الأمنية والاستخبارية التي سيحملها خلفه الجديد.

 

كوهين طور قدراته الاستخباراتية

 

وقالت أوساط صهيونية إنه إذا كانت دولة الاحتلال بالفعل تقف وراء خطط اغتيالات العلماء الإيرانيين،

والتفجيرات في قلب المنشآت النووية،

فهذا يعني أن كوهين طور قدرات استخباراتية وعملياتية لافتة ونوعية،

رغم أنهم لم يقضوا على البرنامج النووي، أو تطوير الصواريخ،

لكنهم بالتأكيد أخروها لفترة زمنية طويلة، وبنفس القدر من الأهمية، أعطت هذه العمليات الموساد سمعة دولية واسعة.

 

نناقش في السطور التالية عدة تساؤلات حول أهم المهام المستقبلية لرئيس الموساد القادم،

وكيف يمكن ترتيب أولويات رئيس الموساد القادم بين إيران والمقاومة الفلسطينية والتطبيع؟

وهل يستأنف رئيس الموساد القادم سياسة الاغتيالات الخارجية؟

 

المقاومة والتطبيع.. مهام جديدة

 

قال مؤمن مقداد، المختص في الشؤون الصهيونية إن نشاط أي رئيس للموساد لا يقتصر على عمليات الاغتيال والأمور الأمنية،

خاصة في الفترة الحالية التي يعيشها الاحتلال وهو يشهد عملية التطبيع،

ولذلك قد تتركز المهمة القادمة لرئيس الموساد الجديد في التمهيد لإقامة علاقات أكبر مع الدول العربية والإسلامية في المرحلة القادمة،

بحكم أن الاحتلال في الفترة الحالية يشهد موجة من التطبيع.

 

وأضاف أن من قاد جهود التطبيع مع الدول العربية هو رئيس الموساد،

وبجانبه رئيس مجلس الأمن القومي،

وهما يبذلان جهودا حثيثة لتقريب كل الدول من الاحتلال، خاصة دول الخليج والمغرب العربي.

 

نشاط الموساد في المستقبل

 

وأكد أن الموساد لن يركز نشاطه في المستقبل على مهمة واحدة، لأنه مؤسسة كاملة وخاضعة مباشرة لرئيس حكومة الاحتلال،

ومنفصلة عن الجيش، وله خطة عمل كاملة منفردة،

ولذلك فإن الأولويات ستكون باتجاه واحد، لاسيما تسارع القوى العسكرية، في ظل النشاطات المتوقعة للمقاومة الفلسطينية،

مثل تزودها بالأسلحة، أو تطويرها، وإذا وجد الموساد فرصة لأن يعمل على هذا الجانب فستكون له الأولوية القصوى،

وفي نظر الاحتلال فإن قطاع غزة بات الجبهة الأكثر تناميا من ناحية تطوير القدرة العسكرية، ولها أهمية قصوى لا تقل عن إيران.

 

نفذ الموساد كثيرا من العمليات غير المعلنة، مثل قتل علماء أو شخصيات كبيرة في إيران، وآخرهم العالم النووي محسن فخري زادة،

وهناك عمليات يوجد حولها علامات استفهام، مثل الاغتيالات في لبنان وسوريا، وبعض النشاطات الخارجية.

 

وريث كوهين سيجد صعوبات

 

ومن الواضح أن من سيرث كوهين في قيادة الموساد، ستكون أمامه مهمة صعبة، وليست سهلة،

لمواكبة نشاطه الحالي على الصعيدين العملي والسياسي،

لأن أهم ما يميز حقبته هو الصراع ضد إيران، ودعمه اللامحدود للضغط عليها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.

 

عامي روحكس دومبا، الخبير الأمني الصهيوني ذكر أن الرئيس الجديد للموساد الذي سيتولى منصبه خلال بضعة أشهر،

ستكون على طاولته جملة من التحديات المعقدة، وفي الوقت ذاته عددا من الفرص المتاحة، لأنه سيزاول عمله في فترة صعبة.

 

هناك عدد من المواقيت المتزامنة لدخول الرئيس الجديد للموساد إلى منصبه، ففي يناير سيتم استبدال رئيس البيت الأبيض،

وبعد السماح لإسرائيل من دونالد ترامب بالعمل بحرية نسبية في إيران،

فمن المتوقع أن يعود جو بايدن إلى الاتفاقات النووية معها، ما سيؤثر على حدود المؤسسة الجريئة في إيران.