العرب وتركيا وإيران وإسرائيل.. بعد خمس سنوات من اليوم؟
إن خطر المشروع التركي لا يكمن في قوتها اليوم وفى نهاية عام 2018 ولكن بعد خمس سنوات بحكم الديناماكية الشعبوية وأقصى اليمين واليسار الشعبوي في أوربا والتغلغل الروسي وتشجيع ودعم ترامب وحركات استيف بانون الآخذة في التشكيل والتضخم بأوربا مما سيجعل أعظم دولة أوربية بعد خمس سنوات في وزن وحجم محافظ تركية وهو ما يجعل العروش العربية والخليجية تعيش أخطر كابوس مزعج وأخطر من كابوس الثورات والتي لا تملك تتبع المطلوبين في دول غربية فرارًا أو لجوءًا.
تسلل الدول العربية إلى سوريا مع العساف ليس كما كان مع الجبير، فالجبير كان يرسم تسلل الحلف لمواجهة الأسد، واليوم الحلف الجديد مع الأسد تحت زعامة بوتين، وتحت شعار وزعم مواجهة إيران، وبالتعاون مع إسرائيل، لا يصدم إيران، ولا يزعجها، ولا يجعلها تفقد أي نفوذ على البحر المتوسط، لأنها ستستبدل ممر ضيق من طهران لبيروت، ومخازن سلاح تقصف كل شهر بسوريا، ورحلات غير مأمونة لنقل السلاح والأموال لجماعتها خارج حدودها، إلى دولة كاملة من حدودها، حتى البحر المتوسط وحتى شمال أسكندرونة بحسب الخطة.
فليست إيران العدو لإسرائيل، ولو هتفت مليون عام، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، ولكن الخطة موجهة لتفكيك تركيا لثلاث دول، أحدها كردية، مؤجلة حتى يتم التحالف الكامل، قوى عربية قحة من مجموع الدول المتحالفة في التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات ومصر وسوريا، وربما تدخل العراق بواعز من إيران في الخلف والسودان وتشاد.
كل هذا التحالف وتحت حماية روسيا ومظلة صواريخه الدفاعية سيزحف صوب الحدود التركية لتقسيمها، وللمرة قبل الأخيرة لتوفر عوامل التقسيم الأثنى والمذهبي والقومي بها ليحوز الشيعة والعلويين من شمال سوريا حتى ما بعد الأسكندرونة دويلة لا يقل عدد سكانها عن ثلاثين مليون نسمه، ويتحقق للكورد دولة على مساحة لا تقل عن ما سيتبقى للترك وتساوى مساحة العراق وسوريا الجديدة.
كل هذا لتنفرد إسرائيل بقيادة المنطقة وتحت شعار مواجهة إيران، وعندما تضع الحرب أوزارها، لن يكون هناك خليج ولا عرب. فهل ينتبه العرب إلى المآلات؟ وهل تملك تركيا روح المستقبل وتتخلى عن ترددها؟ وتعلم أن ما بعد خاشقجى تنامت الرغبات لتفكيكها، وأن لا خليج وتركيا تنتقل من دولة قطرية إقليمية لقوة عظمى. وخاصة لو ظلت كما هي في خمس سنوات على نفس وتيرة النمو والتعاظم ستكون هي أكبر دولة داخل الاتحاد الأوربي؛ الآخذ في التفكك والتحلل لصالح الشعبويين والتدخل أو التغلغل الروسي بها، وهو ما يجعل إسرائيل تسابق الزمن في تشكيل هذا التحالف وتقوده من الخلف، حتى لا تكون إسرائيل بعد خمس سنوات فأرًا بالمقارنة لتركيا.
لتكون النهاية، قوتان يتقاسمان الشرق الأوسط وإسرائيل.
- صفوت بركات يكتب: الفقه وعلم الاجتماع - يونيو 26, 2023
- صفوت بركات يكتب: الباطنيون والسنة.. إيران وأوكرانيا - يونيو 12, 2023
- صفوت بركات يكتب: الباطنيون ينتظرون كبوة لأهل السنة - يونيو 10, 2023