سيف الهاجري

كشف مشروع (صفقة القرن) ومشروع (أبراهام) للتطبيع مع الكيان الصهيوني حقيقة المشهد السياسي الوظيفي الذي رتبته قوى النظام الدولي لمواجهة ثورة الربيع العربي!

 

فقوى النظام الدولي بعد الثورة، والتي كشفت عجز النظام العربي وضعفه، أدركت أهمية القوى السياسية الوظيفية لتكون واجهة لإعادة تأهيل النظام العربي من جديد!

 

واليوم مع تسارع قطار التطبيع الأخير، والذي انطلق من الخليج العربي شرقا ليصل إلى المغرب العربي غربا، جاءت القوى السياسية  الإسلامية كحزب العدالة والتنمية المغربي واليسارية كقوى الحرية والتغيير السودانية لتقوم بدورها الوظيفي الذي أوصلها للحكم تحت رعاية قوى النظام الدولي!

 

فتحت راية التطبيع أصبحت قوى الإسلام السياسي واليسار الشيوعي سواءً في الدور الوظيفي لإعادة تأهيل النظام العربي وفتح أبواب التطبيع مع الكيان الصهيوني!

 

وأسوأ من ذلك كله هو مدى استخفاف هذه القوى الوظيفية بالشعوب بخطابها السياسي المزدوج برفضها للتطبيع إعلاميا وفي الواقع خلاف ذلك تماما، كموقف حزب العدالة والتنمية المغربي الرافض للتطبيع في حين رئيسه د سعد الدين العثماني رئيس الوزراء المغربي يوقع في القصر على التطبيع مع النظام الصهيوني!

 

فتطبيع الإسلام السياسي واليسار الشيوعي يكشف حقيقة دورهم الوظيفي في قطع الطريق على قوى ثورة الربيع العربي كونهم في الأصل جزء من المنظومة العربية التي بنتها الحملة الصليبية البريطانية الفرنسية بعد سقوط الخلافة العثمانية وترعاها اليوم أمريكا وروسيا!

 

فهذه القوى الوظيفية هو الوجه الشعبي للنظام العربي الرسمي والمتتبع للتاريخ السياسي لأي دولة عربية منذ تأسيسها يجد الإسلام السياسي واليسار الشيوعي والتيار الليبرالي دائما ما يكون دورهم السياسي احتواء أي حراك شعبي أو ثوري!

 

إن إدراك حقيقة هذه الأدوار الوظيفية والتي نشاهدها في كل ساحة ومشهد من أهم عوامل النصر معركة التحرير، ولا يتصور نجاح ثورة الربيع العربي ومعركة التحرير وهذه القوى الوظيفية تعمل داخل حصون الثورة وباسمها!

 

‏﴿مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾

من سيف الهاجري

مفكر وسياسي - الأمين العام لحزب الأمة الكويتي