الأمة| أعلنت شركة الأدوية البريطانية العملاقة “جي إس كي”، اليوم الجمعة، موافقتها على تسوية الدعوة القضائية الأمريكية بشأن احتمالية الضرر الناجم عن تناول عقار “زانتاك” والذي قد يصيب بمرض السرطان، حيث توقفت الشركة عن إنتاجه وهذا حال دون تحرك أول دعوى بهذا الشأن للقضاء الشهر المقبل.

وأكدت الشركة إنها اتفقت بشكل سري مع أحد سكان ولاية كاليفورنيا الأمريكية الذي بسبب تناوله هذا العقار أصيب بسرطان المثانة.

ولتجنب طول أمد عملية التقاضي دعا الشركة إلى أن موافقتها على التسوية بالإضافة إلى أن هناك عدد محدود من الدعاوى القضائية تتعلق بذات الأمر في كاليفورنيا، ونحو 78 ألف قضية في محكمة ولاية ديلاوير.

حيث أصبح “زانتاك” المستخدم لعلاج الحموضة وحرقة المعدة وبعد إقراره عام 1983، من أوائل الأدوية التي تتخطى مبيعاتها السنوية مليار دولار.

ورغم أن شركة الإنتاج الرئيسية “جي إس كي” هي التي سوقت للعقار في الأصل، فقد باعته شركات أخرى عديدة من بينها “فايزر” و”بورينغر إنغلهايم” و”سانوفي”، إضافة إلى شركات الأدوية التي تنتج العقاقير بعدأن تسقط حقوق ملكيتها.

وسوت “فايز” و”سانوفي” دعوى مماثلة من ذات المدعي في كاليفورنيا أواخر العام الماضي.

وتسببت مخاوف الدعاوى القضائية المطولة وما قد يترتب عليها من التعويضات في خسارة 40 مليار دولار من القيمة السوقية لشركات “جي إس كي” و”هاليون” التابعة لها و”فايزر” و”سانوفي” في أسبوع واحد تقريبا.

وجاءت تسوية اليوم الجمعة بعد انتكاسة مُنيت بها “جي إس كي” في مارس، عندما رفض قاض في كاليفورنيا محاولة الشركة لإبقاء شهادة خبراء عن ارتباط العقار بالإصابة بالسرطان خارج المحاكمة.

لكن الشركات التي تواجه دعاوى قضائية لذات السبب حققت نصرا كبيرا في ديسمبر، عندما رفض قاض اتحادي كل الدعاوى القضائية المرتبطة بـ”زانتاك” في محاكم اتحادية أميركية، وعددها نحو 50 ألفا، بعد أن رأى أن الآراء التي قدمها خبراء جاء بهم المدعون لربط “زانتاك” بالسرطان غير مدعومة بأدلة علمية.

وأوقفت شركات وصيدليات بيع “زانتاك” 2019 بسبب مخاوف من أن المكون الفعال الرئيسي فيه، وهو “رانتيدين” يتحلل بمرور الوقت ليشكل مكونا كيميائيا يسمى “إن دي إم إيه” أو “ثنائي ميثيل نتروزامين”، وهذا المكون موجود بمستويات منخفضة في بعض الأغذية والمياه، لكن أبحاثا خلصت إلى أن كميات كبيرة منه قد تسبب السرطان.

وسحبت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في 2020 من الأسواق كل أدوية “زانتاك” المتبقية في الأسواق، وكل العقاقير المنتجة باستخدام نفس تركيبته، مما تسبب في رفع العديد من الدعاوى القضائية، بينما نفت الشركات المعنية مرارا احتمال تسبب “زانتاك” في الإصابة بمرض السرطان.