الجامع الأزهر

1- الاسم الأول للجامع الأزهر الذي اختاره “جوهر الصقلّي”، هو (جامع القاهرة) وظل معروفا بهذا الاسم حتى بعد وفاة المؤسس “جوهر بن عبد الله الصقلّي” (جوهر الصقلي مات في يوم 28 يناير 992م، وحَكمَ  مصر أربع سنوات نيابة عن الخليفة الفاطمي). واختلف المؤرخون في المدة التي استمر بها الجامع بـ اسم (جامع القاهرة).. وقيل إن الذي اختار اسم (الأزهر) نسبةً إلى السيدة فاطمة الزهراء (رضيَ اللهُ عنها) هُم علماء مصر، وليس الخليفة الفاطمي.

2- استغرق بناء الجامع الأزهر عامين، وأقيمت الصلاة لأول مرة بالمسجد في السابع من رمضان عام 361هـ .. الموافق 22 يونيو 971م ،

3- في سنة 378هـ/988م جعله الخليفة العزيز بالله جامعة لتدريس المذهب الشيعي (العلوم الباطنية الإسماعيلية) وكانت الدراسة بالمجان لجميع المسلمين في العالم.

4- أنشأ “جوهر الصقلي” جامع الأزهر ليكون مركزًا لتشييع مصر، وتحويلها تدريجيًّا من مذهب أهل السنّة والجماعة إلى المذهب الشيعي، وسعى الفاطميون لنشر مذهبهم بالطرائق السلمية، والترغيب.. فكانوا يقومون بتعيين معتنقي المذهب الشيعي من المصريين في مناصب الدولة المهمة.

5- عمل الفاطميون منذ أول يوم لهم علي تحويل أهل مصر إلى المذهب الشيعي، وابتكروا وسائل جديدة لترويج مذهبهم (الفاطميون هم الذين أدخلوا جميع البِـدَع إلى مصر) فبالإضافة إلى تعيين معتنقي المذهب في مناصب الدولة، لجأ الفاطميون إلى استحداث احتفالات دينية لم تكن موجودة من قبل، وربطوها بمظاهر فرح وطقوس يغلب عليها البهجة والاستمتاع، وذلك لتحبيب الناس في المذهب الجديد.

6- من تلك الاحتفالات التي ابتدعوها في مصر: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف (رغم أن يوم 12 ربيع الأول، هو يوم مولد النبي ووفاته أيضا)، وليلة النصف من شعبان، وعاشوراء، واحتفالات شهر رمضان، وابتداع أكلات وأغاني مخصوصة لهذه الأعياد، منها أكلات الكنافة والقطائف في شهر رمضان، وطبق العاشوراء في يوم عاشوراء، .. وهم أيضا أصحاب فكرة فانوس رمضان…. إلخ

7- كان الأزهر يقوم على ترويج المذهب الإسماعيلي الشيعي (مذهب الفاطميين)، حتى جاء فارس الإسلام صلاح الدين الأيوبي، وقضى على الدولة الفاطمية ومذهبها الشيعي في مصر، وأغلقَ الجامع الأزهر في سنة 1171م / 567هـ، ليتطهّر تدريجيا من الفكر الرافضي، وأنشأ صلاح الدين المراكز والمدارس في جميع أنحاء مصر لتعليم المذاهب السنـيّة الأربعة.

8- عندما تولّى فارس الإسلام “صلاح الدين الأيوبي” سلطنة مصر، منع إقامة صلاة الجمعة في الأزهر، وجعله جامعًا سُنيــًا، وأوقف عليه الأوقاف، وفتح صلاح الدين الأيوبي، الجامع الأزهر، لكل الدارسين من شتي أقطار العالم الإسلامي، وكان ينفق عليهم ويُـقـدّم لهم السكن والجراية من ريع أوقافه، وكانت الدراسة والإقامة بالمجان.

9- ظل الجامع الأزهر مغلقــًا حوالي مائة عام، طوال فترة حُكم الدولة الأيوبية، إلي أن أعاد فتحه السلطان الظاهر بيبرس، عام 1266م، علي المذهب السني

10- تبلغ مساحة الجامع الأزهر حاليا: (11500 متر مربع)، ويُعدّ الآن رمزا للإسلام السني في العالم، والأزهر شاهد على تقلبات سياسية كان لها تأثير كبير في تغيّر المذهب الديني الرسمي في مصر.

11- رحمَ اللهُ بطل الإسلام صلاح الدين الأيوبي، فلولاه لكانت مصر الآن رافضية شيعية، تسبُّ الصحابة وأمهات المؤمنين، وتعيش في خزعبلات العمائم السوداء وضلالهم، وتحريفهم لدين الله.

12- في 17 ديسمبر 1267م، أقيمَت صلاة الجمعة لأول مرة بالجامع الأزهر في عهد الظاهر بيبرس سلطان مصر، بعد أن انقطعت فيه نحو قرن من الزمان على يد صلاح الدين الذي أبطل الخطبة بالجامع الأزهر ليقضي تدريجيا على (الدولة الشيعية العميقة في الأزهر) حيث كان معقلا للشيعة الإسماعيلية..

………

يسري الخطيب

من يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - رئيس القسم الثقافي