ماذا تريد الجزيرة مع الجزائر؟!

– إصرار قناة الجزيرة ومذيعيها ومقدمي البرامج فيها على وصف الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون بنسبة 58% منقوص الشرعية (على أساس أن تميم جاء بانتخابات شرعية نسبة المشاركة فيها 88% وتحصل على 90% من الأصوات)؛ وحجتهم في ذلك أنه تحصل على هذا النسبة فقط التي اسْتَقلُّوها وأضافوا لها نسبة الكتلة التي لم تصوت؛ وإذا علمنا أن نسبة التصويت قاربت 41% أي ثاني أعلى نسبة بعد انتخابات 1990م وهذا في حد ذاته يعتبر انتصارا.

 

– مثلا قناة الجزيرة دائما تصف الرئيس مرسي (رحمه الله) بالرئيس الشرعي، ولكن انتخابات مرسي لم يشارك فيها كل الشعب المصري، حيث كانت نسبة المشاركة 46% فقط من المصرين، فعلى هذا مرسي غير شرعي لأن 55% من المصريين لم يشاركوا وعدم المشاركة يعني معارضتهم للرئيس.

 

– والرئيس التونسي اليوم قيس سعيد بالنسبة للجزيرة قمة الشرعية وكمال الديمقراطية، ولكن لم ينتخب من التونسيين إلا بنسبة ما انتخب من الجزائريين؛ أي بتفكير الجزيرة هذا رئيس ناقص الشرعية؛ حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة في تونس رغم الجو المناسب جدا، والاستقطاب السياسي الكبير إلا 48% ولم يتحصل قيس سعيد إلا على 18% فقط من نسبة المشاركين ثم في الجولة الثانية (وبفعل فاعل) لما لم يكن للتونسيين إلا خيار واحد هو علمانية الدولة العميقة أو رجل من تونس التاريخ تونس القرطاجية الإسلامية العربية وصلت نسبة المشاركة 55%، فبمفهوم تفكير الجزيرة 45% من الشعب التونسي الذي لم يشارك يكونون قد صوتوا لنبيل القروي وبهذا تكون شرعية الرئيس قيس سعيد ناقصة.

 

– انتخابات تركيا التي تجعل منها الجزيرة المثل الأعلى في الديمقراطية لم تتجاوز الانتخابات 50% إلا إذا استثنينا الانتخابات الرئاسية والتي كان لها طابع خاص خاصة بعد تغير نظام الحكم ولن تتكرر تلك النتيجة.

 

– أمريكا التي تعتبر قبلة الديمقراطيات (وإله الجزيرة الذي تسجد له كل صباح ثم تتقرب إليه بتقرير يزيد في تمزيق اللحمة العربية حتى تنال رضا إلاهِهَا ومعبودها في البيت الأبيض) لم تتجاوز نسبة المشاركة 55% رغم الصراع الحاد بين الجمهوريين والديمقراطيين، وعلى مفهوم وتفكير قناة الجزيرة فكل من لم ينتخب يعتبر معارضا للرئيس لترامب ومن حق الديمقراطيين وصفه بمنقوص الشرعية.

 

– ولما تجد نسبة المشاركة في الجزائر قد تجاوزت 40% رغم التهديد الشديد والتخوين لكل من يذهب للانتخاب والاعتداء بالضرب من طرف بلاطجة (تسميهم الجزيرة مدنيين وثوار) ورغم ذلك وصلت النتيجة لهذه النسبة فهذا أكبر انتصار للحريات في الجزائر ولِيُدقَ أَنفُ الجزيرة وأربابها التراب.

 

الجزيرة تعي جيدا ما تقول وتحسن أداء دورها التخريبي بامتياز، وهما الوحيد الآن السعي لجعل الجزائر خرابا ودمارا على شاكلة سوريا وليبيا واليمن والعراق، وعلى هذا لا نتحفظ القول: أنها أخطر مؤسسة تهدد الوطن العربي، وإيقافها عند حدها واجب وطني وديني.

من عنتر فرحات

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية