الأمة| يعيش غرب السودان أول أيام عيد الأضحي المبارك ظروف كئيبة هذه المرة على إقليم دارفور.

فمنذ انطلاق القتال العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسربت شرارة النزاع المرير إلى الإقليم الحافل بذكريات حروب أليمة. 

وأمس تجدد القتال في مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور كما أقدم مسلحون على نهب مقر وزارة الصحة ومستشفى المدينة، وأحرقوا مركزا للشرطة والجمارك والمحكمة.

غير انهم سرقوا السيارات المتواجدة في تلك الأمكنة. فيما اتهمت تنسيقية لجان المقاوم في زالنجي قوات الدعم السريع بتنفيذ تلك الانتهاكات وأعمالالعنف.

وفي هذا الصدد ومن جهتها جددت الأمم المتحدة التحذير والقلق من تحول الصراع إلى حرب عرقية في دارفور. 

وأعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بقلق كبير إزاء الاحتياجات الإنسانية المتزايدة للأشخاص المتضرّرين من الأزمة في السودان، حيث يستمر عدد النازحين في الارتفاع ولا يزال إيصال المساعدات محدوداً بشدة بسبب انعدام الأمن، فضلاً عن عدم القدرة على إيصالها والافتقار للتمويل.

وقال رؤوف مازو مساعد المفوّض السامي لشؤون العمليات من جنيف، “ربما يكون الوضع في دارفور هو أكثر ما يقلقنا”، موضحاً أنّ عدداً متزايداً من اللاجئين الفارّين إلى تشاد “يصلون مصابين بجروح” ونوه إلى أن “البعد العرقي الذي ظهر في الماضي، يعود”.

وكانت الأمم المتحدة دعت نهاية الأسبوع الماضي إلى “تحرك فوري” لوضع حد لعمليات القتل التي تستهدف أشخاصا فارين من مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، على أيدي مليشيات عربية تؤازرها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

كما أوضحت أن “من بين 16 شخصًا تمكنت من مقابلتهم حتى الآن، قال 14 شخصًا إنهم شهدوا عمليات إعدام بإجراءات موجزة واستهداف مجموعات من المدنيين على الطريق بين الجنينة والحدود – سواء بإطلاق النار مباشرة على أشخاص أمروا بالاستلقاء على الأرض أو إطلاق النار على مجموعة من الناس”.

ودعت قوات الدعم السريع إلى “الإدانة الفورية والصريحة لعمليات القتل هذه ووقف أعمال العنف الأخرى وخطاب الكراهية ضدهم على أساس انتمائهم العرقي” كذلك طالبت بمحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات.

وتتعلق الشهادات بجرائم قتل وقعت يومي 15 و16 يونيو، وكذلك الأسبوع الذي سبقه.

وأتت التحذيرات الأممية المتكررة فيما أفادت ” معلومات متطابقة” أن رجال قبيلة المساليت مستهدفون بشكل خاص في عمليات القتل

يذكر أنه منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، في 15 أبريل في السودان، وهو من أفقر دول العالم، يشهد إقليم دارفور كثافة في أعمال العنف بعد أن كان مسرحًا للفظائع في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.